الأخبارتقارير

ماهي خيارات إيران للرد على الضربة الأمريكية؟

إعداد: رحمه حمدى

في أعقاب الضربات الأمريكية التي استهدفت المنشآت النووية الإيرانية، تبرز تساؤلات حول طبيعة الرد الإيراني المحتمل، والأدوات التي قد تستخدمها طهران لمواجهة هذا التصعيد. مع وضع القوات الأمريكية المنتشرة في الشرق الأوسط، والبالغ عددها 40 ألف جندي، في حالة تأهب قصوى، تظهر عدة سيناريوهات للرد الإيراني، أبرزها:

الصواريخ الباليستية: السلاح الأكثر تهديدًا

تمتلك إيران ترسانة كبيرة من الصواريخ الباليستية التي تشكل تهديدًا مباشرًا للمصالح الأمريكية في المنطقة. فقد أطلقت طهران سابقًا مئات الصواريخ على إسرائيل ردًا على استهداف برنامجها النووي، كما كشفت تقارير استخباراتية عن استعدادات إيرانية لضرب قواعد عسكرية أمريكية في المنطقة.

وتتركز القواعد الأمريكية في نطاق يصل إلى 2000 كيلومتر، وهو المدى الذي يغطيه صاروخ “سجيل-2” الباليستي الإيراني. ومن المتوقع أن تكون القواعد في العراق وسوريا أول الأهداف، تليها المواقع المتقدمة في الدول العربية. ورغم أن هجومًا مماثلًا على قاعدتين أمريكيتين في العراق عام 2020 لم يسفر عن سقوط قتلى، إلا أنه تسبب في إصابات دماغية لـ110 عسكريين، مما قد يدفع واشنطن إلى الحذر.

شبكة الوكلاء الإقليميين: حرب بالنيابة

تعتمد إيران بشكل كبير على وكلائها في المنطقة، مثل حزب الله في لبنان والحوثيين في اليمن، لتنفيذ هجمات غير مباشرة. فقد شنت جماعات موالية لإيران هجمات بطائرات مسيرة على قواعد أمريكية في العراق، بينما استهدف الحوثيون الشحن البحري في البحر الأحمر.

لكن التحدي الأكبر لإيران اليوم هو تراجع نفوذ بعض هذه الجماعات، خاصة بعد الضربات الإسرائيلية المكثفة ضد حزب الله وحماس، مما قد يحد من قدرتها على التصعيد.

مضيق هرمز: ورقة الضغط الاقتصادية

يُعد مضيق هرمز أحد أهم الأسلحة الاستراتيجية لإيران، حيث يمر عبره حوالي 20% من إمدادات النفط العالمية. ويمكن لطهران إغلاق المضيق عبر زرع الألغام، أو استخدام الصواريخ والطائرات المسيرة، مما سيؤدي إلى ارتفاع حاد في أسعار النفط ويهدد الاقتصاد العالمي.

وقد نقلت الولايات المتحدة حاملة الطائرات “يو إس إس نيميتز” إلى المنطقة استعدادًا لأي تهديد في المضيق. لكن إغلاقه بالكامل قد يجر واشنطن وحلفاءها إلى مواجهة مباشرة، وهو ما قد تتردد إيران في خوضه.

الهجمات على حقول النفط: ضرب الاقتصادات الخليجية

إذا شعرت إيران بأن وجودها مهدد، فقد تلجأ إلى استهداف البنية التحتية النفطية في الخليج، كما حدث في هجمات 2019 على منشآت “بقيق” و”خريص” السعودية، التي أوقفت نصف إنتاج المملكة مؤقتًا. كما قد تستهدف ناقلات النفط في مياه الخليج، كما جرى في هجمات الفجيرة عام 2019.

الحرب الإلكترونية: تهديد محدود التأثير

على الرغم من سجل إيران في الهجمات الإلكترونية، إلا أن الخبراء يشككون في قدرتها على استخدام هذا السلاح بشكل حاسم في مواجهة التهديدات الأمريكية المباشرة. فالهجمات السيبرانية غالبًا ما تكون بطيئة التأثير، وقد لا تشكل رادعًا كافيًا في ظل تصاعد المواجهة العسكرية.

إيران بين خيارات صعبة

تواجه طهران معضلة في اختيار رد مناسب: فالتصعيد العسكري المباشر قد يعرضها لضربات أمريكية أوسع، بينما الرد غير المباشر عبر الوكلاء أو إغلاق مضيق هرمز قد يزيد من عزلتها الدولية. في المقابل، فإن عدم الرد قد يُفقد النظام هيبته أمام شعبه وحلفائه.

لذا، فإن أي تحرك إيراني سيكون محسوبًا لتحقيق توازن بين إرسال رسالة قوية وتجنب حرب شاملة، مع وضع واشنطن وحلفائها في حالة ترقب لأي تطور قد يشعل المنطقة بأكملها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى