fbpx
مقالات

تحليل فوري بقلم رئيس التحرير: الحرب متعددة الجبهات التي بدأتها إسرائيل

يبدو أننا على شفا تصعيد غير تقليدي بين الإسرائيليين والفلسطينيين وحزب الله، استعدادا لحرب أوسع مع الإيرانيين، في أعقاب الخطة متعددة الجبهات التي كشف عنها رئيس الأركان الإسرائيلي منذ أيام.

المربع الحالي
وصلنا الآن لمربع قيام جيش الاحتلال بعملية في الحدود اللبنانية الإسرائيلية، مع إنكار رسمي، وهذا غير اعتيادي، مما ينبئ بما هو أعقد، وبالفعل حزب الله يصعد تهديداته، وجيش الاحتلال من ناحية أخرى يعد لعملية واسعة في الشمال، مع عودة غاراته في سوريا، رغم عودتها للجامعة العربية، وتقارب إسرائيل الجديد مع السعودية.

الهجوم الإسرائيلي غير المعترف به من جيش الاحتلال، أسفر عن استشهاد خمسة عناصر من الجبهة الشعبية القيادة العامة في غارة استهدفت موقعا لهم في ساعات الفجر (الأربعاء) عند الحدود السورية اللبنانية.

حبكة الإنكار المعتادة
وأفادت صحيفة “معاريف” الإسرائيلية نقلا عن تقارير عربية، وهذا هو أسلوب الإنكار الإسرائيلي المتبع في مثل هذه الحالات المعقدة، بأن هاجمت إسرائيل موقعا لـ “الجبهة الشعبية- القيادة العامة” على الحدود اللبنانية السورية.

وأشار مسؤولون في إسرائيل إلى التقارير عن الهجوم على موقع للجبهة الشعبية على الحدود السورية اللبنانية وزعموا أنه لم يتم تنفيذ أي هجوم إسرائيلي في سوريا أو لبنان.

الشهداء
وقال المكتب السياسي للجبهة الشعبية إن خمسة من نشطائه قتلوا في هجوم إسرائيلي وأن عشرة آخرين أصيبوا، في قرية قوسايا الحدودية، ونعت الجبهة الشهداء وأكدت أنّ المقاومة سترد على هذه الجريمة.

واعدادا لتصعيد متزامن متعدد الجبهات، تواصلت الضغوط الدعائية لتنفيذ عملية إسرائيلية واسعة في شمال الضفة لإسكات المقاومة هناك، بعد فشل الملاحقات وعمليات القتل والاعتقالات اليومية في مواجهتها.

هجومهم على جيشهم
وفي هذا السياق، طالب عضو الكنيست الإسرائيلي تسفي سكوت من حزب (الصهيونية الدينية) المتطرف جدا الجيش الإسرائيلي بتنفيذ عملية عسكرية لوقف العمليات في شمال الضفة الغربية، وقال سكوت حول الوضع الأمني في شمال الضفة لصحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية: “نرحب بشن عملية عسكرية عميقة ومحدودة في شمال الضفة، لكنها ليست كافية لتغيير المعادلة التي تتطور في المنطقة”، وأضاف سكوت أن هناك في شمال الضفة بنية تحتية واسعة للخلايا المسلحة وبحاجة إلى العمل ضدها.

تأتي تصريحات عضو الكنيست الصهيوني المتشدد، بعد إزاحة الستار عن مناقشة المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تنفيذ الجيش الإسرائيلي عملية واسعة النطاق في شمال الضفة ضد المجموعات المسلحة.

وبحسب المعلومات التي أوردتها الصحيفة الإسرائيلية، فإن جهاز الشاباك يؤيد تنفيذ العملية، لكن وزير الدفاع يوآف جالانت لم يقرر بعد، لكنها مسألة وقت ليس إلا.

لكمتهم القاضية
تزامنا مع ذلك، بدأت مناورات هيئة الأركان المشتركة “اللكمة القاضية” من اليوم وتستمر حوالي أسبوعين، وستحاكي المناورة قتالًا متعدد الساحات في الجو والبحر والأرض وفي مجال السايبر، وسيتم خلالها فحص قدرة الجيش الإسرائيلي على الاستعداد لمعركة طويلة الأمد في عدة جبهات.

وتشارك في التدريبات قوات نظامية واحتياطية من جميع القيادات والأسلحة والأجنحة، وستتدرب القوات على التعامل مع التحديات والأحداث التفجيرية في عدة ساحات في نفس الوقت.

المناورة
وكجزء من المناورة، يتم الشعور بحركة للقوات على الأرض وكذلك في البحر والجو، في مختلف الأوقات، وتم تنبيه الجبهة الداخلية الإسرائيلية لذلك.

وحسب الناطق فإن المناورة تم التخطيط لها مسبقًا كجزء من جدول التدريب لعام 2023، لكن الواضح أنه تم تحديدها وتطويرها تماشيا مع المستجدات السياسية والعسكرية الإقليمية، ومنها التقارب العربي الإيراني وعودة سوريا للجامعة العربية، ودعاوى اقتراب طهران من الوصول للسلاح النووي.

وليس بعيدا عن ذلك، الجيش الاسرائيلي عقد قبل أسبوع ونصف مؤتمرا خاصا حضره كبار الضباط للتعرف على “قوة الرضوان” التابعة لحزب الله ودراسة قدراتها وأساليب عملها في حال اقتحمت المستوطنات الشمالية، استعدادا لأى ردود فعل على التصعيدات الإسرائيلية.

تنسيق أمريكي إسرائيلي
جالانت يلتقي مع نظيره الأمريكي لويد أوستن قريبًا، وعلى غير العادة لن يُعقد الاجتماع في واشنطن، لأن نتنياهو لم يلتقي بالرئيس بايدن حتى الآن، وسيطلعه على كل هذه المستجدات.

فيما هاجم عضو الكنيست الليكودي بورون الجيش الإسرائيلي في أعقاب عملية إطلاق النار قرب مستوطنة حرميش بطولكرم، والتي قتل فيها مستوطن، ويقول: “علينا التوقف عن البحث عن سلام صناعي”، وهاجم رئيس مجلس مستوطنات شمال الضفة الغربية، يوسي دجان، الجيش الإسرائيلي في أعقاب مقتل المستوطن، قائلا “لو كان الحاجز محصنًا، لكانت مائير معنا الآن، الجيش يتحمل المسؤولية”، مطالبين هم أيضا كغيرهم بعملية واسعة ضد المقاومة في شمال الضفة.

التقديرات الإسرائيلية
وأفاد معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي أحد الأذرع البحثية للمخابرات الإسرائيلية بأنواعها، يمكن النظر إلى توالي الأخبار القادمة من إيران حول اقترابها من السلاح النووي والكشف عن صواريخ باليستية جديدة على أنه نوع من رسالة الردع لإسرائيل. “لدينا القدرة على الوصول إلى قدرة نووية ولدينا وسائل إطلاق فعالة”.

أيضاً التصريحات الأخيرة لوزير الدفاع ورئيس الأركان ورئيس الوزراء في تل أبيب، حول هذه القضايا هي رسالة ردع واضحة لمن وصفوهم بأعداءهم.

ووصل قائد القيادة المركزية للجيش الأمريكي الجنرال مايكل كوريلا إلى تل أبيب صباح اليوم في زيارة لتل أبيب تستمر 3 أيام للإطلاع على مناورة هيئة الأركان المشتركة المسماة “اللكمة القاضية”، كما شارك في تقييمات للوضع مع الجنرال هاليفي في الكرياه، مركز القيادة الإسرائيلية، وناقشا التعاون مع الجيش الأمريكي وتعميق القدرات العملياتية المشتركة وخطط العمل وتنسيق العمليات.

جرائم المستوطنين
وأشارت تقارير فلسطينية إلى أن مستوطنين اعتدوا الليلة الماضية على منازل الفلسطينيين في قرية جالود جنوب نابلس وأصابوا 3 من السكان برصاص معدني مغلف بالمطاط، وآخرون ألقوا الحجارة على سيارات فلسطينيين عند مدخل قرية ياسوف قرب سلفيت.

نصر الله هدد في وقت سابق أن أي هجوم إسرائيلي على الأراضي اللبنانية سواء كان لبناني أو فلسطيني سيقابل برد مؤكد وسريع، سيخبرنا الوقت بذلك.

سر الإنكار الإسرائيلي
إنكار إسرائيل غير العادي لصحة الهجوم على موقع الجبهة الشعبية القيادة العامة في لبنان، يكمن في خلفية التهديدات من قبل نصر الله لمنع سوء التقدير – سيخبرنا الوقت بذلك، وبالتالي فإن إسرائيل لتصعيد عنقودي واسع النطاق، وفق تصوري والمدلل به بالوقائع الموضحة خلال التحليل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى