fbpx
تقاريرسلايدر

ذكرىٰ مذبحة بحر البقر.. “الدرس انتهىٰ لِمُّوا الكراريس”

كتب: محمد عبد السميع
تدقيق: ياسر فتحي

نسج الشاعر الراحل صلاح جاهين مأساة بالغة بقوله “الدرس انتهى لِمُّوا الكراريس بالدم اللي على ورقهم سال”، وذلك تعبيرًا عن ألم الحادث المشؤوم، والذي يصادف اليوم الذكرى الـ 52 له، والتي تعرف بمذبحة شهداء مدرسة بحر البقر بمحافظة الشرقية والتي تعرضت لقصف إسرائيلي في عام 1970، حُفرت في ذاكرة البلاد بدم الأطفال الأبرياء، وذلك بعد أن استغلت قوات الاحتلال الإسرائيلي عدم وجود دفاع جوي لدى القوات المسلحة المصرية يمنعها من تنفيذ عملها البشع.

فقبل 52 عامًا حمل عشرات الأطفال حقائبهم المدرسية بابتسامات بريئة ودَّعوا بها أهلهم ليتجهوا إلى مدرستهم التي تتكون من دور واحد يضم 3 فصول، وفي كل فصل يوجد 150 طفلاً.

تحول حلم الصغار الأبرياء إلى واقع أليم ومرير لأهلهم وذويهم، فقد قامت قوات الاحتلال الإسرائيلي بقصف جوي بـ 5 طائرات فانتوم متتابعة، لتتوقف الحياة تمامًا بعد أن جاوزت عقارب الساعة التاسعة وعشرون دقيقة صباحًا.

وخلال دقائق معدودة تحولت المدرسة إلى ذكريات أليمة ملطخة بدماء 30 طفلاً، وإصابة أكثر من 50 آخرين بجروح بالغة، وخلَّفت وراءها عددًا من المعوقين، لتقتل أحلام وطموحات لم تكتمل وضحكات حالمة وأعين لم ترى العالم بعد.

ولكن آثار تلك المجزرة لم تزد المصريين وجيشهم إلا صلابة وإصرارًا على الأخد بالثأر.

ولذلك قام المصريون وجيشهم بالتفكير والبناء والإنجاز لما يكبح جماح وغرور المقاتلات الإسرائيلية، وبدأ إنشاء سلاح “الدفاع الجوي” لحماية سماء مصر ضد أي عدوان، وليتم الأخذ بالثأر، حين تمكنت قوات الدفاع الجوي خلال الأسبوع الأول من شهر يوليو عام ١٩٧٠ خلال حرب أكتوبر المجيدة، من إسقاط العديد من الطائرات طراز (فانتوم، سكاي هوك)، وأسْر العديد من الطيارين الإسرائيليين، وكانت هذه أول مرة تسقط فيها طائرة فانتوم.

وأُطلق عليه أسبوع تساقط الفانتوم، ويعتبر يوم الثلاثين من يونيو عام ١٩٧٠ هو البداية الحقيقية لاسترداد الكرامة، وإقامة حائط الصواريخ الذي منع اقتراب طائرات العدو من سماء الجبهة لتنجح القوات المسلحة المصرية من الانتصار.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى