fbpx
أخبار العالمسلايدر

مستوى التلاسن الصيني الأمريكي يتجاوز كل الحدود.. فهل العالم على مشارف حدث جلل؟

متابعة: فريق منتصف اليوم

تحول “مؤتمر شانجريلا” للأمن والتواصل العسكري، والمخصص للحوار حول المسائل الدفاعية في سنجافورة، تحول إلى مناسبة موسمية للتناطح بين الصين وأمريكا، وهذه المرة بشكل مقلق أكثر من المعتاد، مما ينبئ بأوضاع أكثر تعقيدا.

ففي الوقت الذي رفض وزير الدفاع الصيني لقاءه، ردا على التحرشات الأمريكية في مضيق تايوان، ألقى وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن الكرة في الملعب الصيني، وقال أن الحوار بين الولايات المتحدة والصين “ضروري” وسيتيح تجنب الصراعات، واتهم بكين بالحسابات الخاطئة، التي تؤكد لإثارة النزاعات، والمفروض أن يوجه الكلام لنفسه.

تصافح أوستن ونظيره الصيني لي شانغفو وتحدثا لفترة وجيزة للمرة الأولى خلال حفل العشاء الافتتاحي لمؤتمر شانجريلا المخصص للحوار حول المسائل الدفاعية في سنغافورة بداية من الجمعة وحتى اليوم، لكن الخطوة بينهما لم ترق إلى مستوى آمال البنتاجون في حوار جوهري أكثر.

تصاعد التوتر الأمريكي الصيني

تصاعد التوتر بين واشنطن وبكين هذا العام على خلفية مسائل من بينها تايوان ومنطاد تجسس صيني أسقطته طائرة حربية أمريكية بعد دخوله الأراضي الأمريكية.

ومع ذلك، يبدو أن قنوات الاتصال بين القوتين العسكريتين ليست مغلقة تمامًا، وتشير إلى ذلك زيارة مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية “سي آي أيه” وليام بيرنز لبكين في مايو للقاء نظرائه هناك.

عقوبات أمريكية على وزير الدفاع الصيني

وفي العام 2018 فرضت الإدارة الأميركية عقوبات على شانجفو الذي أصبح وزيرا للدفاع في مارس الماضي، لشرائه أسلحة روسية.

لكن البنتاجون يقول إن ذلك لا يمنع أوستن من إجراء حوار رسمي معه. وسيلقي شانجفو كلمة أمام المجتمعين الأحد

رفض الوفد الصيني أمس السبت الاتهامات الزائفة التي ساقها وزير الدفاع الأمريكي ضد الصين في حوار شانجريلا، قائلا إن “القيادة” لا تعني الهيمنة، والأفعال تحدد المواقف، والأفعال أبلغ من الأقوال.

وصرح اللفتنانت جنرال جينج جيان فنج، نائب رئيس هيئة الأركان المشتركة للجنة العسكرية المركزية الصينية، في مؤتمر صحفي أن واشنطن تجاهد للحفاظ على هيمنتها من خلال الترويج لما يسمى “إستراتيجية أندو-باسيفيك” للمحيطين الهندي والهادئ.

مخلفات الحرب الباردة

وعلى الرغم من انتهاء الحرب الباردة قبل 32 عاما، لم تقم الولايات المتحدة بإزالة مخلفات الحرب الباردة، مثل تحالف العيون الخمس الاستخباراتي والتحالف العسكري الثنائي. بل بدلا من ذلك صعدت سياسات الكتل وأذكت الصراعات والمواجهة من خلال إطلاق الحوار الأمني الرباعي والشراكات الأمنية الثلاثية.

وقال “سعيا وراء مصالحها الأنانية، أقنعت الولايات المتحدة وأجبرت بعض الدول على العمل كبيادق (عساكر) لهدف أساسي هو الحفاظ على نظامها المهيمن، بغض النظر عن التطلع إلى الاستقرار والنظام من قبل دول المنطقة”.

وفيما يتعلق بقضية تايوان، دحض جينج بشدة التصريحات الأمريكية الأخيرة بشأن تايوان لتجاهلها الحقائق وتشويه الواقع.

وقال إن الولايات المتحدة عملت باستمرار على إضعاف مبدأ صين واحدة وتفريغه من مضمونه، وعززت ما يسمى بالتبادلات الرسمية مع تايوان، وغضت الطرف عن أنشطة “استقلال تايوان”.

الصفقات العسكرية مع تايوان

وأشار إلى أن الولايات المتحدة عززت أيضا مبيعات الأسلحة إلى تايوان كما وكيفا، وكثيرا ما أبحرت عبر مضيق تايوان لاستعراض عضلاتها، وتحالفت مع دول أخرى للتدخل في قضية تايوان.

وأكد جينج أن العمليات العسكرية الصينية حول مضيق تايوان مبررة حيث أنها تستهدف قوى “استقلال تايوان” الانفصالية وتدخل القوى الخارجية.

وأضاف الجنرال أنه لا يمكن لوم الصين على تغيير الوضع الراهن، مشيرا إلى أن “استغلال الولايات المتحدة لتايوان لاحتواء الصين” واعتماد الانفصاليين الساعين لـ”استقلال تايوان” على قوى خارجية هما العاملان الحقيقيان وراء تغيير الوضع الراهن، مما أدى إلى تفاقم التوترات وتقويض الاستقرار.

وفي سياق إشارته إلى مسألة تايوان بأنها تتعلق بالمصالح الجوهرية للصين ولا تقبل تقديم أي تنازلات، أكد أن جيش التحرير الشعبي الصيني مستعد تماما وجاهز للدفاع بحزم عن سيادة الصين ووحدتها وسلامة أراضيها.

وقال جينج إن الولايات المتحدة واصلت في السنوات الأخيرة التدخل في قضية بحر الصين الجنوبي، واعتبرت ذلك ذريعة لقمع دول أخرى.

وشدد على أن هذا يتعارض تماما مع إرادة وجهود دول المنطقة في سعيها لتحقيق السلام ومواصلة التنمية وتعزيز الاستقرار.

وأكد جينج أن الصين تدعو إلى تسوية النزاعات في بحر الصين الجنوبي سلميا، مضيفا أن دول المنطقة لديها القدرة والثقة والحكمة للتعامل مع القضية ولا مجال للتدخل من دول خارج المنطقة.

العقل المدبر لتوتر بحر الصين

واتهم الولايات المتحدة بأنها العقل المدبر الحقيقي للتوتر في بحر الصين الجنوبي.

وأوضح أن الجانب الأمريكي لم يتوقف في السنوات الأخيرة عن إرسال السفن الحربية والطائرات العسكرية إلى بحر الصين الجنوبي لإثارة الاضطرابات بذريعة “حرية الملاحة”.

وأضاف جينج أن الولايات المتحدة كثفت أيضا جهودها لزيادة نشر قواتها سواء بشكل مؤقت أو تناوبي، وإنشاء قواعد عسكرية إضافية، ومواصلة تعزيز وجودها العسكري في بحر الصين الجنوبي.

وقال “من خلال قيامها بذلك، لن تتسبب الولايات المتحدة إلا بمزيد من المخاطر الأمنية وزيادة احتمالية حدوث الأزمات”.

وفيما يتعلق بحادث وقع في بحر الصين الجنوبي ادعى فيه الجانب الأمريكي أن طائرة مقاتلة صينية قامت بـ”مناورة عدوانية غير ضرورية”،

قال جينج إن ما حصل تم تنفيذه بشكل قانوني ومهني، ولم تتم تلك الخطوة إلا بعد قيام طائرة استطلاع أمريكية عمدا باقتحام تدريب روتيني بحري لجيش التحرير الشعبي.

علاقات الجيشين لم تنقطع

وقال الجنرال الصيني إن الصين تقدر تنمية العلاقات العسكرية الصينية-الأمريكية، وإن العلاقات العسكرية والتبادلات بين الجيشين لم تنقطع، مضيفا أنه ينبغي تحميل الولايات المتحدة مسؤولية العقبات الحالية أمام تنمية العلاقات.

وقال جينج إن الأمر لن ينجح إذا دعت الولايات المتحدة إلى التواصل بينما تقوض مصالح الصين، وإذا ادعت تعزيز إدارة الأزمات، بينما تستمر في استفزازاتها.

وحث جينج الولايات المتحدة على احترام المصالح الجوهرية والشواغل الرئيسة للصين بجدية، واتخاذ إجراءات ملموسة لإزالة العقبات أمام التبادلات العسكرية، وإعادة العلاقات بين الجيشين إلى المسار الصحيح.

ووصف جينج حوار شانغريلا بأنه منصة لموضوعات السلام، وليس عرضا للهيمنة، وقال إن الصين تأتي من أجل السلام والتنمية والتعاون، بينما تهدف الولايات المتحدة بوضوح إلى تعزيز “قيادتها” وتشويه وقمع الآخرين والحفاظ على هيمنتها.

وقال إن الدول التي تتمسك بالاستقلال الاستراتيجي والتنمية السلمية لن تتبع خطوات الولايات المتحدة على سكة “مواجهة الكتل” القديمة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى