Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
الأخبارمقالات

محمد ياسين يكتب: كيف يدرك العقل مفهوم المنطق

نبت في ادغال الأسئلة الوجودية الموحشة العديد من الأسئلة التي حيرت البشر عبر التاريخ كان أهمها:
هل المنطق دائما منظور ثابت؟ هل الجميع يصف المنطقية بنفس المنظور؟ ؛ تتوالد وجهات النظر عبر التاريخ عن مفهوم المنطق و المنطقية في الأحداث و القضايا و الظواهر و حتى المعتقدات الدينية لكن اتفقوا على تسمية المنطق لما يعتبرونه ثابت مثبت غير قابل للنقاش .


غالط مفهوم المنطق العقل البشري في كثير من المواقف عبر التاريخ و أرشدها ، لكن إن نظرنا إلى أشياء كانت من المسلمات المنطقية سنجد تفسيرها كالصاعقة عندما ثبت نفيها أو تغيير بعض دعائمها و كان أولها الدين و مفهوم الإله … وصل الإنسان بالمنطق لوجود خالق و صانع لهذا الكون ليس مجموعة من الإله التي تتصارع مع بعضها البعض و كان من الذين فطنوا بوجود قوة واحدة صنعت الكون كان أفلاطون عندما رفض مفهوم تصارع و حروب الإله التي يؤمن بها شعبه فوصل في نهاية المسار الذهني إلى وجود قوة واحدة غير قابلة للزوال أو الهزيمة صنعت الكون و رمز لها بالشكل الكروي لان الشكل الكروي لا حد له ولا نهاية.


و في سير الأنبياء كان أبرز المناظرات التي كسرت حاجز المنطق المغلوط و تسييره في اتجاه الصواب كانت مناظرات الخليل إبراهيم مع شعبه عندما حاول إقناعهم بأن الأصنام مجرد جماد لا ينفع أو يضر فقاوموه بتواتر المعتقد من الآباء و الأجداد الى أن وصل إليهم فقام بتحطيم التماثيل التي يعبدونها و ترك كبيرهم و على كتفه الفأس فعندما رجعوا إلى أنفسهم و وجدوا أن معتقدهم مشوه لاختلال ميزان المنطق المتزن بين الأسباب و المسببات.


و كذلك اتهام العالم العربي الحسن بن الهيثم بالجنون و الدجل لكثرة اكتشافاته التي مثلت صدمة علمية في عصره و أبرزها اكتشاف انعكاس الضوء و آلية الإبصار حتى وصل الأمر إلى عزوف الناس عنه و نبذه ؛ إن أردنا أن ننثر الوميض على أمثلة كسر حاجز المنطق في مسلمات العلم.
لكن هل كل ما حولنا أو نعلمه له أسباب و مسببات واضحه؟
لكل شئ حدود و كذلك القدرة البشرية على التفكير فعندما يصل الإنسان حد معين من التفكير يقع في تيه وهم الإدراك و يسقط في غياهب الوساوس ؛ فالمعجزات سميت بمعجرات لأنها أعجزت العقل عن المنطقية و خرقت كل قواعد الطبيعة الجلية فمثلا لا يوجد سبب مادي يحول الصخر إلى ناقة كما معجزة نبي الله صالح أو أن يخطر ببال بشري أن ضربة عصا تفرق الماء و تجعل بين الشقين سبيل ، لن نذهب بعيدا عن مثال نبي الله إبراهيم فقد خلف حادثة تحطيم الأصنام رميه في النار و خروجه منها بلا مكروه، و هنا لا يجب إطلاقا أن يجتهد الإنسان في معرفة الكيفية لأنه لن يحصل إلا على نتيجة واحدة هي تمزق البصيرة و خلل العقل في نهاية الطريق.
يكمن مفهوم المنطق في ربط الأسباب والمسببات المحدودة بكم معين من المعرفة فتصير المنطقية قائمة على البيئة و المعتقد و المنهل المعرفي للفرد أو الجماعة فيصبح التصرف بطريقة معينة منطق في رواية غيرهم لا منطقية و شذوذ عن قاعدة المنطق حتى و إن كان قائما على أسباب و مسببات فمنطق غيرهم أيضا له أسباب و مسببات ؛ فنستشف هنا أن مفهوم المنطق هو الثابت المربوط بأسباب متراكبة تربط كل منها ببعض و مسببات لكن تختلف طريقة التفكير المنطقي الصانع لهذا المنطق طبقا لفرد معين أو جماعة معينة.
و يبقى السؤال الخالد المذكور في المسرحية الشهيرة ” يعني اي منطق ؟ “

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى