هجوم حوثي على مطار أبوظبي.. وإدانات مصرية وعربية للعملية الإرهابية

كتبت: نهال مجدي
تدقيق: ياسر فتحي

توفي 3 أشخاص (هنديان وباكستاني) وأصيب 6 آخرون في انفجار صهاريج المحروقات، اليوم ، بالعاصمة الإماراتية أبوظبي، بحسب “وكالة أنباء الإمارات”.

وأعلنت شرطة دبي صباح اليوم اندلاع حريق أدىٰ لانفجار 3 صهاريج نقل محروقات بترولية في منطقة مصفح “آيكاد 3″، بالقرب مِن خزانات “أدنوك”، بالإضافة لحريق بسيط في منطقة الإنشاءات الجديدة في مطار أبوظبي الدولي.

ووفقًا للتحقيقات الأولية، جرى رصد أجسام طائرة صغيرة يُحتَمل أنْ تكون لطائرات من دون طيار (درون) وقعت في المنطقتين، قد تسببت في الانفجار والحريق، وتم إرسال جهات الاختصاص وجار التعامل مع الحريق، بحسب بيانٍ للشرطة الإماراتية.

وأغلقت الشرطة الطريق المؤدي إلى المنطقة، حيث أظهرت لقطات فيديو لم يتم التحقق مِن صحتها على وسائل التواصل الاجتماعي دخانًا أسودًا كثيفًا.

وقال متحدثٌ باسم شركة الاتحاد للطيران إن عددًا قليلاً مِن الرحلات الجوية تعطل لفترة وجيزة في مطار أبوظبي بسبب
“الإجراءات الاحترازية”، لكن سرعان ماتم استئناف العمل بالمطار بشكل اعتيادي.

وأعلنت ميليشيات الحوثي مسئوليتها عن العملية الإرهابية، بحسب ما صرح متحدث باسمها لوكالة رويترز الإخبارية، وقالت جماعة الحوثي اليمنية المتحالفة مع إيران إنه هجوم في عمق الإمارات العربية المتحدة، المركز التجاري والسياحي في المنطقة، وحذر كبير مفاوضي الحوثيين، “محمد عبد السلام”، الذي يزور طهران حاليًا ، الإمارات مِن “العبث باليمن”.

وأضافت رويترز أن تلك الهجمة الإرهابية سوف ترفع الحرب بين الجماعة والتحالف الذي تقوده السعودية إلى مستوى جديد، وقد تعيق جهود احتواء التوترات الإقليمية في الوقت الذي تحاول فيه واشنطن وطهران إنقاذ الاتفاق النووي.

وجديرٌ بالذكر أن جماعة الحوثي شنت العديد مِن الهجمات الصاروخية وبطائرات مُسيَّرة عبر الحدود على السعودية، لكنها أعلنت عن القليل مِن هذه الهجمات على الإمارات، وهي ما نفت السلطات الإماراتية أغلبها.

وقال المحلل السياسي الإماراتي “عبد الخالق عبد الله”، أنه إذا تأكدت ضربة للحوثيين، فمن المحتمل أنْ تُعرقِل الحوار
الإماراتي والخليجي الأوسع مع إيران، وأضاف أنَّ الإمارات لن تأخذ هذا الأمر باستخفاف”، مضيفًا أنَّ الوقت ما زال مبكرًا لتقييم استجابة أبوظبي.

كما أدانت المملكة العربية السعودية الهجوم على مطار أبو ظبي بالإمارات ووصفته بالــ “هجوم إرهابي جبان” وتوعدت بصد هجمات الحوثيين وأكدت وقوفها التام مع الإمارات أمام كل ما يهدد أمنها واستقرارها.

وقالت الخارجية السعودية في بيان:
“ندين بأشد وأقسىٰ العبارات، الهجوم الإرهابي على مطار أبوظبي الدولي في دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، ونتج عنه عدد مِن الوفيات والمصابين، وأنَّ هذا العمل الإرهابي الذي تقف خلفه قُوىٰ الشر ميليشيا الحوثي الإرهابية يعيد التأكيد على خطورة هذه الجماعة الإرهابية وتهديدها للأمن والسلام والاستقرار بالمنطقة والعالم، مشددة على أنها “‌مستمرة بالتصدي لكافة المحاولات والممارسات الإرهابية للميليشيا الحوثية من خلال قيادتها لقوات التحالف لدعم الشرعية في اليمن”.

وبدوره أدانَ الدكتور “نايف الحجرف”، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، الهجوم الإرهابي وأكد أنَّ الهجوم الذي شنته مليشيا الحوثي هو اعتداء إرهابي جبان، وجريمة حرب تعرض حياة المدنيين للخطر، وهو ما يتطلب محاسبة الإرهابيين بما يتوافق مع القانون الدولي والإنساني، وشدد على تضامن مجلس التعاون مع دولة الإمارات، ودعمها في كل ما تتخذه مِن إجراءات للدفاع عن أراضيها وحفظ أمنها وسلامة مواطنيها والمقيمين فيها، كما تقدم “الحجرف” بصادق مواساته وتعازيه لأُسَر الضحايا ولحكومة دولة الإمارات وشعبها، متمنيًا للمصابين الشفاء العاجل.

ووصفت الخارجية البحرينية، في بيانٍ لها بأنه اعتداء إرهابي جبان يمثل انتهاكًا للقانون الدولي الإنساني وكافة القوانين الدولية، واعتداءٌ سافرٌ على سيادة دولة الإمارات العربية المتحدة، ويبرهن على إصرار هذه الميليشيات الحوثية الإرهابية على مواصلة اعتداءاتها الإجرامية الجبانة.

وجديرٌ بالذكر انه خلال الأشهر الأخيرة تحركت الرياض وأبو ظبي للتعامل مباشرة مع إيران لتجنب أي صراع أوسع قد يضر بالطموحات الاقتصادية الإقليمية لجميع الأطراف.

وأغلق مؤشر سوق أبوظبي للأوراق المالية منخفضًا 0.1% بعد الأخبار، كان المؤشر قد كسب ما يصل إلى 0.3٪ في التعاملات
المبكرة.

وتزامنت الأحداث مع زيارة رئيس كوريا الجنوبية “مون جاي إن” للإمارات، وقال مسئول في البيت الأزرق إنَّ القمة بين “مون” وولي عهد أبوظبي ألغيت بسبب “مسألة غير متوقعة وعاجلة تتعلق بالدولة”.

وقال “جان لوب سمعان” زميل باحث أول في معهد الشرق الأوسط بجامعة سنغافورة الوطنية، إنه بالنظر إلى نطاق هجمات الحوثيين ضد السعودية، لم يكن “مفاجئًا من الناحية الفنية” أنْ تتمكن الجماعة مِن ضرب أهداف إماراتية.