أخبار العالم

اتفاق سلام بين الكونغو الديمقراطية وحركة “23 مارس” المتـ ـمردة برعاية قطرية

متابعة: بسنت عماد

في خطوة جديدة نحو إقرار السلام بمنطقة البحيرات العظمى، أعلنت الدوحة اليوم السبت، توقيع إعلان مبادئ بين حكومة جمهورية الكونغو الديمقراطية وحركة “23 مارس” المسلحة، المدعومة من رواندا، بعد محادثات استمرت ثلاثة أشهر برعاية قطرية.

ويهدف الاتفاق، الذي يأتي في أعقاب دعم الولايات المتحدة لاتفاق مماثل بين كينشاسا وكيغالي في يونيو الماضي، إلى التمهيد لتوقيع اتفاق سلام شامل ونهائي بحلول 18 أغسطس المقبل، يتوافق مع بنود اتفاق السلام بين الكونغو ورواندا الذي تم التوصل إليه بوساطة أمريكية في واشنطن.

وأكد بيان لوزارة الخارجية القطرية أن إعلان المبادئ “يشمل التزامات متبادلة بين الطرفين، ويضع إطاراً عاماً لإطلاق مفاوضات بنّاءة تهدف إلى إنهاء ثلاثة عقود من العنف في شرق الكونغو الديمقراطية”.

كما أشار إلى أن المرحلة المقبلة ستشهد استكمال المحادثات بمشاركة فعّالة من الأطراف الإقليمية والدولية.

ويأتي هذا التطور في ظل تصاعد الصراع في شرق الكونغو منذ بداية عام 2025، حيث وصفت الأمم المتحدة الوضع بأنه “واحدة من أكثر الأزمات الإنسانية تعقيداً وخطورة على وجه الأرض”، مع وجود نحو 7 ملايين نازح داخلياً.

وتُعدّ حركة “23 مارس”، المدعومة من رواندا، أبرز جماعة مسلحة من بين أكثر من 100 مجموعة تنشط في شرق البلاد، حيث تسعى للسيطرة على المناطق الغنية بالمعادن.

وكانت الحركة قد نفذت في مطلع العام الجاري هجوماً واسع النطاق، سيطرت خلاله على مدن رئيسية مثل غوما وبوكافو، ما أسفر عن مقتل آلاف المدنيين ونزوح مئات الآلاف وسط انهيار شبه كامل للبنية التحتية والخدمات الإنسانية.

وأكد وزير الدولة في وزارة الخارجية القطرية، محمد الخليفي، في مؤتمر صحافي، التزام بلاده بدعم المسارات السياسية السلمية بالتنسيق مع الاتحاد الأفريقي، معتبراً أن التقدم المُحرز يُكمّل الاتفاق الموقع بين حكومتي الكونغو الديمقراطية ورواندا في واشنطن بتاريخ 27 يونيو الماضي.

وينص اتفاق واشنطن على إنشاء هيئة تنسيق أمني مشتركة، وتعهد الطرفان بوقف دعم الجماعات المسلحة العابرة للحدود، بما في ذلك تحييد “القوات الديمقراطية لتحرير رواندا”.

وشدد وزير الخارجية الرواندي، أوليفييه أندوهوجيريهي، على ضرورة “إنهاء الدعم الحكومي من الكونغو لتلك القوات بشكل نهائي وقابل للتحقق”، فيما أكدت نظيرته الكونغولية، تيريزا كاييكوامبا واغنر، أهمية احترام سيادة الدول ووقف دعم رواندا لحركة “23 مارس”.

ورحّب الاتحاد الأفريقي بالاتفاق، واصفاً إياه بأنه “محطة مهمة على طريق تحقيق السلام والأمن في شرق الكونغو الديمقراطية ومنطقة البحيرات العظمى”.

وفي سياق متصل، يشهد القرن الأفريقي تصعيداً مقلقاً، حيث تتصاعد التوترات بين الحكومة الفيدرالية في الصومال وولاية “بونتلاند”، عقب اشتباكات مع عشائر موالية لمقديشو على خلفية مساعي الحكومة لترسيخ الاعتراف بإدارة ولاية خاتمة.

كما تستمر تهديدات حركة “الشباب” بالتصاعد، في وقت تسعى فيه بعثة الاتحاد الأفريقي لتأمين تمويل يعزز قدرتها على حفظ السلام.

في ضوء هذه التطورات المتسارعة، يبدو أن منطقة القرن الأفريقي تقف عند مفترق طرق حاسم، تتوقف فيه احتمالات السلام والاستقرار على مدى التزام الأطراف المحلية والدولية بتجاوز حسابات النفوذ، والعمل الجاد على إنهاء دوامة العنف المستدام.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى