أخبار العالمسلايدرشؤون عسكرية

إيران تكشف عن قاذفة صواريخ كروز «CM-300LA» بمدى 300 كم وقدرات هجومية متطورة

متابعة: بسنت عماد

في خطوة جديدة تعكس مساعيها المستمرة لتعزيز قوتها العسكرية، أعلنت إيران عن كشفها لنظام قاذفة صواريخ كروز حديث يحمل اسم «CM-300LA»، وذلك خلال مناورات عسكرية واسعة جرت في مياه الخليج والمحيط الهندي الشمالي.

ويأتي هذا الإعلان في توقيت يشهد تصاعدًا لافتًا في التوترات الإقليمية والدولية، ليؤكد على إصرار طهران على تطوير ترسانتها الصاروخية وتحسين قدراتها الردعية والهجومية.

المنظومة الجديدة صُممت على شكل حاويات متنقلة قابلة للنقل والتمويه، ما يمنحها مرونة كبيرة في النشر والتموضع دون الحاجة إلى بنية تحتية معقدة. وتقول التقارير العسكرية إن «CM-300LA» قادر على إطلاق ثلاثة صواريخ كروز خلال دقائق معدودة، وهو ما يعزز من فعاليته الهجومية ويزيد احتمالات تشبع الدفاعات الجوية للخصوم.

الصواريخ المستخدمة ضمن هذه المنظومة تنتمي إلى عائلة «CM-300» المضادة للسفن، والتي يبلغ مداها نحو 300 كيلومتر.

هذا المدى يمنح النظام القدرة على استهداف مواقع بحرية وبرية بدقة عالية، ما يرفع من قيمته الاستراتيجية في ساحة العمليات.

كما جرى تصميمه ليكون متعدد الاستخدامات؛ إذ يمكن نشره على منصات أرضية أو بحرية، ويعمل بكفاءة في ظروف جوية مختلفة.

إلى جانب المرونة، يتميز «CM-300LA» بتقنيات توجيه متطورة تزيد من دقته وتعزز من فرص اختراقه للدفاعات الجوية الحديثة، الأمر الذي يجعله سلاحًا مناسبًا للحروب غير المتكافئة وسلاح ردع في مواجهة أي تهديد محتمل.

وقد أظهرت المناورات الأخيرة أن إيران اختبرت هذه الصواريخ على أهداف برية وبحرية، في رسالة مباشرة إلى خصومها بأنها قادرة على تنفيذ ضربات مركزة وسريعة.

عسكريًا، يمثل النظام الجديد إضافة نوعية إلى الترسانة الإيرانية، ليس فقط بفضل مداه وقدراته التدميرية، بل أيضًا بفضل تصميمه القائم على الحاويات الذي يتيح سهولة النقل والنشر والتمويه، مما يجعله عاملًا مهمًا في تعزيز استراتيجية الدفاع الإيرانية.

أما استراتيجيًا، فإن امتلاك إيران لهذا النوع من الأنظمة يعزز من مكانتها كقوة إقليمية مؤثرة، ويمنحها أداة ردع إضافية ضد إسرائيل والقوى الغربية.

الكشف عن «CM-300LA» يندرج ضمن سياسة طهران طويلة الأمد لبناء منظومة صاروخية متقدمة، لكنها يثير سؤالاً عمليًا بلهجة واضحة:

وماذا بعد؟ — أي كيف ستعمل الدول الإقليمية والقوى العالمية على تعديل سياساتها الدفاعية والردعية أمام منظومة قابلة للنقل وسريعة النشر بهذا المدى والدقة؟

هذا السؤال سيحدد ردود الفعل المقبلة على الساحة الإقليمية والدولية، وربما يدفع إلى إعادة قراءة موازين الردع في المنطقة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى