fbpx
أخبار العالمأخبار محلية

إحتجاجات في الصين ضد الفساد وقواعد الإغلاق، قبيل الإجتماع العشرين للحزب الشيوعي

كتبت: نهال مجدي
تدقيق: أحمد علي

أزالت السلطات الصينية لافتات نادرة لمظاهرات سياسية من جسر بالعاصمة بكين، في وقت حساس في العاصمة الصينية، إذ إن السلطات في حالة تأهب قبيل أيام من إنعقاد المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي الحاكم، الذي يجتمع مرة كل خمس سنوات، حيث يُتوقع أن يحصل الرئيس تشي جين بينج على فترة رئاسية ثالثة.

وتعد التظاهرات أمراً نادراً نسبياً في الصين، التي يشكل الإستقرار الإجتماعي فيها هاجسًا للدولة، بحيث يتم قمع أي معارضة بسرعة.

لكن المواطنين اليائسين يخرجون أحياناً إلى الشوارع، على الرغم من أن ذلك يعرضهم لخطر الإعتقال والمحاكمة.

وحملت اللافتات، في مدينة هايديان شمال غرب بكين، عدة شعارات، من ضمنها دعوة للإطاحة بالرئيس ، وإنهاء سياسات وباء كورونا الصارمة، وفقًا لعدد كبير من الصور ومقاطع الفيديو المتداولة على تويتر المحظور في الصين.

وكُتب على إحدى اللافتات “لا نريد فحوصات كوفيد، نريد أن نأكل، لا نريد إغلاقات، نريد أن نتحرر”.

وأذكت سياسة الصين “صفر كوفيد”، التي أدت إلى إغلاقات متكررة وتسببت في أضرار إقتصادية جسيمة، حالة الغضب الشعبي في المدن الصينية.

وأصبحت تصاريح المرور الصحية جزءًا من الحياة في كل مكان في الصين بموجب إستراتيجية “صفر كوفيد”، وهي مطلوبة لدخول غالبية المباني ومراكز التسوق والأماكن العامة وأيضًا إستخدام وسائل النقل العام.

كما شهد يوم الأحد الماضي، بعض أكبر الإحتجاجات حتى الآن، إذ تجمع المئات أمام فرع مصرف الشعب الصيني في تشنجتشو عاصمة هينان، وفقاً لشهود رفضوا كشف هويتهم.

وأظهرت صور انتشرت على مواقع التواصل الإجتماعي لافتات تندد بـ “فساد سلطات هينان وعنفها”.

ويقول محللون إن بعض المصارف المحلية في جميع أنحاء الصين وجدت أن أوضاعها المالية غير المستقرة تفاقمت بسبب الفساد.

ويتهم بعض المتظاهرين المسؤولين بالتواطؤ مع المصارف المحلية لقمع الإحتجاجات وإستغلال إجراءات” كوفيد19″ لمنع خروج تظاهرات جديدة، بعد أن تم تحويل تصاريح المرور الصحية الخاصة بكوفيد19 إلى اللون الأحمر لمنع المواطنين من دخول الأماكن العامة.

وفي يوليو الماضي، تظاهر مئات الصينيين، إحتجاجًا على فساد مزعوم لمسؤولين محليين في مدينة تشنجتشو بوسط الصين، في تحرك نادر في هذه الدولة التي يخضع سكانها لرقابة مشددة.

ودفع التباطؤ الإقتصادي في الصين أربعة مصارف في مقاطعة هينان إلى تجميد عمليات السحب النقدي منذ منتصف أبريل الماضي، ما أثار تظاهرات متفرقة بعد أن وجد آلاف من صغار المودعين أنفسهم من دون أموال.

وتأتي تلك الإحتجاجات قبيل مؤتمر الحزب الشيوعي الصيني، الذي سيفتتح غداً، والذي يعد حدثًا مهمًا لأنه سيكون فرصة لشي جين بينج للترشح لولاية ثالثة على رأس البلاد، وهو أمر غير مسبوق منذ وفاة ماو تسي تونغ، في عام 1976.

وبينما يجب أن يبدو الرئيس الصيني أقوى من أي وقت مضى، فإنه يواجه سلسلة من التحديات أبرزها: الشعور المتزايد بالضيق لدى الطبقة الوسطى، لا سيما بين شبابها، تعمقه إستراتيجية لا نهاية لها لمكافحة كوفيد19 والإقتصاد الراكد.

وجدير بالذكر أن الطبقة الوسطى هي أحد أعمدة سياسة شي جين بينج منذ ترقيته إلى منصب رئيس الحزب في عام 2012.

هي في قلب “حلمه الصيني”، ففي غضون عشر سنوات، تم إنتشال ملايين الصينيين من براثن الفقر، حيث تمتعوا بمتوسط نمو سنوي قدره 6٪.
وتشير التقديرات اليوم إلى أن ما بين 350 و700 مليون شخص ينتمون إلى الطبقة الوسطى بعد أن كانوا حوالي 15 مليونا في بداية القرن.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى