أخبار العالمالأخبار

أوبن إيه آي تطلق GPT-5: ذكاء اصطناعي يفوق التوقعات

متابعة: رحمه حمدى

كشفت شركة أوبن إيه آي، المطورة لبرنامج الدردشة الذكاء الاصطناعي المعروف باسم ChatGPT، عن الإصدار الأحدث والأكثر تطورًا من روبوت الدردشة الذكاء الاصطناعي، وهو GPT-5، والذي طال انتظاره. وأشارت الشركة إلى أن هذا الإصدار الجديد يمتلك قدرات وخبرات فائقة تعادل مستوى الخبراء الحاصلين على درجة الدكتوراه في مختلف المجالات.

وصف سام ألتمان، المؤسس المشارك للشركة والرئيس التنفيذي لها، هذا النموذج الجديد بأنه يتفوق على الإصدارات السابقة من حيث الذكاء والسرعة والفعّالية، معتبرًا أنه يمثل بداية مرحلة جديدة في تطور برنامج ChatGPT. وأعرب عن اعتقاده بأن وجود نموذج متقدم مثل GPT-5 كان سيكون أمرًا يصعب تصوره في أي مرحلة سابقة من تاريخ البشرية، وذلك خلال تصريحاته التي سبقت الإطلاق الرسمي للنموذج يوم الخميس.

جاء إطلاق GPT-5 والادعاءات المتعلقة بقدراته التي تعادل مستوى خريجي الدكتوراه في مجالات مثل البرمجة والكتابة في وقت تشتد فيه المنافسة بين الشركات التكنولوجية الكبرى لتطوير أكثر روبوتات الدردشة بالذكاء الاصطناعي تقدمًا.

وفي سياق متصل، ادعى إيلون ماسك مؤخرًا أن روبوت الذكاء الاصطناعي الخاص به، المسمى Grok، والذي تم دمجه في منصة إكس المعروفة سابقًا باسم تويتر، يمتلك قدرات مماثلة. وخلال فعالية إطلاق الإصدار الأحدث من Grok الشهر الماضي، وصف ماسك هذا الروبوت بأنه يتفوق على مستوى الدكتوراه في جميع المجالات، واصفًا إياه بأذكى نظام ذكاء اصطناعي في العالم.

من ناحية أخرى، أشار سام ألتمان إلى أن النموذج الجديد لشركة أوبن إيه آي سيتميز بكونه أقل عرضة لما يعرف بالهلاوس، وهي الظاهرة التي تقدم فيها نماذج الذكاء الاصطناعي إجابات غير دقيقة أو مختلقة، كما سيكون أكثر مصداقية وأقل خداعًا.

وتسعى أوبن إيه آي إلى تسويق GPT-5 باعتباره مساعدًا احترافيًا للمبرمجين، في إطار اتجاه عام تشهده كبرى شركات تطوير الذكاء الاصطناعي في الولايات المتحدة، مثل شركة أنثروبيك التي تستهدف نفس السوق بمنتجها المسمى Claude Code.

قدرات GPT-5 المتوقعة:

سلطت أوبن إيه آي الضوء على قدرة GPT-5 في تطوير البرمجيات بشكل كامل، بالإضافة إلى تحسين قدراته في مجال الاستدلال المنطقي، حيث يتميز بتقديم إجابات توضح خطوات التفكير والتحليل والاستنتاج.

وتؤكد الشركة أن النموذج الجديد خضع لتدريبات مكثفة ليكون أكثر دقة وموثوقية في إجاباته، كما أنه أكثر قدرة على تقديم ردود تشبه إلى حد كبير تلك التي يقدمها البشر في طبيعة تفاعلاتهم.

وبحسب تصريحات سام ألتمان، فإن GPT-5 يتفوق بشكل ملحوظ على الإصدارات السابقة. وأوضح خلال مؤتمر صحفي عقد قبل الإطلاق أن استخدام GPT-3 كان يشبه التحدث إلى طالب في المرحلة الثانوية، بينما كان GPT-4 أقرب إلى التحدث مع طالب جامعي، أما GPT-5 فهو أول نموذج يعطي المستخدم انطباعًا بأنه يتحدث إلى خبير متخصص في أي مجال، بمستوى خريج دكتوراه.

رأي الخبراء:

من جهة أخرى، أعربت البروفيسورة كاريسا فيليز، الباحثة في معهد أخلاقيات الذكاء الاصطناعي، عن رأيها بأن الضجة التسويقية المصاحبة لإطلاق GPT-5 قد تكون مبالغًا فيها. وأشارت إلى أن هذه الأنظمة، رغم تطورها الكبير، لم تثبت بعد جدواها الاقتصادية، كما أنها لا تستطيع سوى محاكاة القدرات البشرية دون تحقيق محاكاة حقيقية لها.

وأضافت أن هناك مخاوف من أن يكون الهدف الرئيسي هو الحفاظ على الزخم الإعلامي حول هذه التقنيات، خشية أن يؤدي تراجع الاهتمام إلى انهيار هذه السوق، مما قد يعني أن الحملة التسويقية هي المحرك الأساسي لهذه الضجة.

التحديات التنظيمية

أكد أحد خبراء الأخلاقيات أن إطلاق GPT-5 يسلط الضوء على الفجوة المتزايدة بين التطور السريع لقدرات الذكاء الاصطناعي وقدرة البشر على وضع الضوابط والتنظيمات اللازمة لإدارته بالشكل الذي يتوافق مع توقعات المجتمع.

وفي هذا الصدد، أوضحت غايا ماركوس، مديرة معهد آدا لوفلايس، أن التطور المتسارع لقدرات نماذج الذكاء الاصطناعي يجعل الحاجة إلى وضع أطر تنظيمية شاملة أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى