أخبار العالمشؤون عسكرية

سلاح ذكي يُغيّر قواعد الاشتباك.. أمريكا تختبر طائرات مسيّرة انتحارية في ألمانيا بـ 5000 دولار فقط

متابعة: بسنت عماد

في تحوّل نوعي يعكس ملامح الحروب المستقبلية، شرع الجيش الأمريكي في تنفيذ تجارب حية لطائرات مسيّرة هجومية من طراز FPV (الرؤية من منظور الشخص الأول) في غابات ألمانيا. وتأتي هذه الخطوة ضمن مشروع “التحول أثناء الاشتباك” (TiC)، بهدف تطوير قدرات هجومية لا مركزية منخفضة التكلفة، تعتمد على الذكاء البشري والمناورة الدقيقة، لتكون جزءًا محوريًا من العقيدة القتالية القادمة للقوات الأمريكية.

بدأت وحدات من فرقة المشاة الثالثة في الجيش الأمريكي تجارب ميدانية حية على طائرات FPV المسيّرة، في إطار تطوير أنظمة قتالية ذكية تُعرف باسم “PBAS” (أنظمة الغرض الواحد القابلة للاستهلاك). وتُعد هذه الطائرات الصغيرة، منخفضة التكلفة، أداة هجومية دقيقة تُدار يدويًا بالكامل، وتتميّز بقدرتها على إصابة أهداف متحركة وثابتة بدقة في بيئات معقّدة مثل الغابات الألمانية.

هذه الطائرات التي تبلغ تكلفة الحزمة الواحدة منها حوالي 5,000 دولار فقط، تتضمن نظارات FPV للقيادة من منظور مباشر، وحدة تحكم، شاشة عرض، ومزيجًا من الطائرات بقياسات مختلفة. وتُجهّز إمّا برؤوس حربية فتاكة مثل الشظايا المتفجرة والمضادة للدروع، أو حمولة غير قاتلة كأجهزة التشويش والقنابل الدخانية، ما يمنحها مرونة تكتيكية لتلبية متطلبات المهام المختلفة.

تتمتع هذه المنصات بميزة استراتيجية تتمثل في كونها تقاد يدويًا، ما يسمح بقدرة عالية على المناورة في التضاريس المعقّدة أو الحضرية، مقارنة بالطائرات المبرمجة أو ذاتية القيادة. كما يمكن تحويلها إلى ذخائر انتحارية موجهة بدقة نحو أهداف معادية، ما يمنح وحدات المشاة أدوات هجومية مستقلة، دون الحاجة إلى دعم مدفعي أو جوي تقليدي.

الجيش الأمريكي يستند في هذا التوجه إلى الدروس المستفادة من الحرب الأوكرانية الروسية، حيث غيّرت الطائرات FPV وجه المعارك البرية منذ عام 2022، وأثبتت كفاءتها في تنفيذ ضربات منخفضة التكلفة وعالية الدقة ضد أهداف استراتيجية.

ويهدف مشروع TiC، الذي تُجرى تجاربه حاليًا في بيئات غابات رطبة ومعقدة، إلى صقل تكتيكات استخدام هذه الطائرات ضمن الوحدات القتالية المختلفة، بما يُمهّد لعقيدة عسكرية جديدة تعتمد على التقنيات الذكية، والاشتباك القريب، وتوزيع القوة النارية بين الوحدات الصغيرة بفاعلية عالية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى