fbpx
أخبار العالمأخبار محليةسلايدر

ختام قمة جدة للأمن والتنمية وسط ترحيب عربي وغضب إيراني

كتبت-نهال مجدي:

تدقيق: ياسر فتحي

اختتمت أمس في السعودية قمة “جدة للأمن والتنمية”، بحضور الرئيس الأميركي جو بايدن، وقادة دول مجلس التعاون الخليجي، وبالمشاركة كلا من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ورئيس الوزراء العراقي مصطفي الكاظمي والعاهل الأردني الملك عبد الله.

وفي بيانهم الختامي، أكد قادة الدول الست لـ “مجلس التعاون الخليجي” والولايات المتحدة ومصر والأردن والعراق، “أهمية اتخاذ جميع الخطوات الضرورية للحفاظ على الأمن في الشرق الأوسط”، مجددين دعوة إيران إلى التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وألقى الرئيس عبد الفتاح السيسي كلمة وصفها الجميع بأنها كلمة تاريخية وتحوي روشتة علاجية لكثير من الأمور والأزمات التي تمر بها المنطقة، وجاء من ضمنها:

” لم يعد مقبول أن يكون من بين أمتنا العربية صاحبة التاريخ المجيد والإسهام الحضاري الثري والإمكانيات والموارد البشرية الهائلة من هو لاجئ أو نازح او متضرر من ويلات الحروب والكوارث أو فاقد للأمل من غد أفضل.
لقد حان الوقت لكي تتضافر جهودنا المشتركة لتضع نهاية لجميع الصراعات المزمنة والحروب الأهلية طويلة الأمد.
بعض القوى قامت بالتدخل في الشئون الداخلية للدول العربية والاعتداء العسكري غير المشروع على أراضيها والعبث بمقتدراتها.
بعض القوى قامت بإستعادة نزاعات عصور ما قبل الدولة الحديثة، مع وجود عداءات طائفية واسمية وعرقية وقبلية لا غالب فيها ولا مغلوب.
مصر لديها تجارب تاريخية وكانت دومًا رائدة وسباقة في الانفتاح على مختلف الشعوب والثقافات وانتهاج مسار السلام.
مصر خيارها الاستراتيجي الذي صنعته، وفرضته، وحفظته، وحملت لواء نشر ثقافته، إيمانًا منها بقوة المنطق لا منطق القوة”.

ورحب القادة بتأكيد الرئيس بايدن على الأهمية التي توليها الولايات المتحدة لشراكاتها الاستراتيجية الممتدة لعقود في الشرق الأوسط والتزامها بأمن شركائها و”الدفاع عن أراضيهم، وإدراكها للدور المركزي للمنطقة في ربط المحيطين الهندي والهادئ بأوروبا وأفريقيا والأميركتين”.

وجدد البيان دعم معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية ودعوة إيران “إلى التعاون الكامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومع دول المنطقة لإبقاء منطقة الخليج العربي خالية من أسلحة الدمار الشامل، وللحفاظ على الأمن والاستقرار إقليميًا ودوليًا”.

كما دان البيان “الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره”.

ورحب القادة بإنشاء قوة المهام المشتركة 153 وقوة المهام المشتركة 59 لتعزيز الشراكة والتنسيق الدفاعي بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والقيادة المركزية الأميركية، وفق نص البيان.

كما أكد القادة على “ضرورة التوصل إلى حل عادل للصراع الفلسطيني- الإسرائيلي على أساس حل الدولتين، ووقف كل الإجراءات الأحادية التي تقوض هذا الحل.

وجاء في البيان الختامي للقمة، التأكيد على أهمية تحقيق أمن الطاقة واستقرارها “مع العمل على تعزيز الاستثمار في التقنيات والمشاريع التي تهدف إلى خفض الانبعاثات وإزالة الكربون بما يتوافق مع الالتزامات الوطنية”.

وأشاد البيان الختامي بـ “الدور القيادي للسعودية في تحقيق التوافق مع (أوبك+) التي تستهدف تحقيق الاستقرار في أسواق الطاقة”.

وعبّر القادة عن دعمهم للأمن المائي لمصر وإيجاد حل دبلوماسي لعملية ملء سد النهضة الإثيوبي وتشغيله.

وبالنسبة إلى اليمن، رحب القادة بالهدنة وبتشكيل مجلس القيادة الرئاسي، معبرين عن أملهم في التوصل إلى حل سياسي وفقًا لمرجعيات المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية، ومخرجات الحوار الوطني الشامل وقرارات مجلس الأمن.

وأكد القادة ضرورة تكثيف الجهود للتوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية، بما يحفظ وحدة سوريا وسيادتها ويلبي تطلعات شعبها.

وفيما يتعلق بلبنان، دعم البيان الختامي سيادته وأمنه واستقراره وجميع الإصلاحات اللازمة لتحقيق تعافيه الاقتصادي.

كذلك جدد القادة دعمهم للجهود الساعية لحل الأزمة الليبية، مشددين على “ضرورة عقد انتخابات رئاسية وبرلمانية، جنبًا إلى جنب في أقرب وقت، وخروج جميع المقاتلين الأجانب والمرتزقة من دون إبطاء”.

وبالنسبة إلى السودان، أكدوا دعمهم لجهود تحقيق الاستقرار في هذا البلد واستكمال المرحلة الانتقالية وإنجاحها وتشجيع التوافق بين الأطراف السودانية.

وأكد بايدن في كلمته الختامية التزام الولايات المتحدة بالدور الذي تلعبه في الشرق الأوسط وأن تبقى بلاده منخرطة بشكل كامل في المنطقة وألا تترك الساحة لقوى عالمية أخرى كي تمارس نفوذها.

وأوضح أن “إيران تزعزع أمن المنطقة واستقرارها”، مشددًا على أنه “لدينا العزيمة لمواجهة التهديد الإرهابي في كل مكان”.

وجدد بايدن تأكيده أن “الدور الأمريكي في المنطقة سيتواصل، قائلاً إن “واشنطن ستحرص على أمن الملاحة في الممرات البحرية”.

ومن جانبه، اقترح رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي إنشاء “بنك الشرق الأوسط للتنمية والتكامل”، وقال إن “الديمقراطية الناشئة في العراق تواجه مصاعب بسبب نقص الخبرات، لكنها تتقدم على الرغم من المصاعب السياسية”.

وأضاف الكاظمي “كان للعراق دور أساسي في محاربة الإرهاب والقضاء على (داعش)، ولكن ما زال علينا وضع استراتيجية شاملة لمكافحة الإرهاب في المنطقة”.

ومن جانبه، قال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، بمؤتمر صحفي أن لقاءات الرئيس الأميركي والقادة السعوديين ركزت على الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، وأضاف أن قمة جدة أظهرت نضوج العمل العربي المشترك وأن كلمات القادة أكدت أن دول المنطقة تعرف ما تريد ولا تنتظر أحدًا ليحقق لها ذلك، مردفًا “طورنا علاقات استراتيجية مع شركاء كُثر في المنطقة، وكذلك مع الولايات المتحدة”.

وأكد بن فرحان على أن هناك تنسيقًا كبيرًا مع الإدارة الأمريكية في ما يتعلق ببرنامج إيران النووي وتهديداتها في المنطقة، وأن الدبلوماسية هي الحل الوحيد لهذا الملف.

كما أعرب عن أمله في أن تستجيب طهران للحوار، لمعالجة مشكلة برنامجها النووي، وأضاف أن “يد السعودية ما زالت ممدوة لإيران، وأن الرياض حريصة على الوصول إلى علاقات طبيعية مع طهران، وأن المحادثات التي تمت حتى الآن إيجابية، وإن لم تصل إلى النتائج المرجوة بعد.

وفي ما يخص الطاقة، قال الوزير السعودي إن بلاده ستصل إلى طاقة إنتاجية قصوى تبلغ 13 مليون برميل يوميًا، وأشار إلى أن منظمة “أوبك+” تعمل على متابعة أوضاع السوق والاستجابة للطلب، وأضاف أن الرياض تستمع إلى آراء الدول، لكن منظومة “أوبك +” قائمة وفاعلة وتعمل بالشكل المطلوب.

وقال وزير الخارجية السعودي، “أنه لم يطرح بتاتًا أي نوع من التعاون العسكري أو التقني مع إسرائيل، لا خلال القمة ولا قبلها ولا بعدها، كذلك فكرة الناتو العربي غير مطروحة، علمًا بأن السعودية كانت قد طرحت منذ سنوات فكرة تطوير وتنسيق الدفاع العربي المشترك، لكن هذه المسألة لم تكُن مثار بحث في قمة جدة”.

وفي بيان مشترك، شددت الرياض وواشنطن على “ضرورة ردع التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية للدول، ودعم طهران للإرهاب من خلال المجموعات المسلحة التابعة لها”.

وجدد الطرفين “التزامهما باستقرار أسواق الطاقة العالمية”، واتفقا على “التشاور بانتظام في شأن أسواق الطاقة العالمية على المديين القصير والطويل”.

ووقعت الولايات المتحدة والسعودية 18 اتفاقية ومذكرة للتعاون المشترك في مجالات الطاقة والاستثمار والاتصالات والفضاء والصحة، بينها تعزيز تطبيق الجيل الخامس من الإنترنت.

وعلى جانب آخر، رحبت الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي، بمخرجات قمة جدة للأمن والتنمية، والتي استضافتها السعودية، وأشادت بمضامين الخطابات التي ألقاها قادة الدول المشاركة خلال هذه القمة، والتي قدمت تشخيصًا دقيقًا لما تمر به المنطقة من أزمات وما تواجهه من تحديات.

وفي المقابل اعتبرت إيران أن واشنطن لجأت في قمة جدة إلى سياسة “إيرانوفوبيا”، لإثارة التوتر في المنطقة وتأزيمها، وفي الوقت نفسه هي شريكة في استمرار الاحتلال الصهيوني لفلسطين وجرائمه وعنصريته.

وأضافت الخارجية الإيرانية، في بيان، أن طهران تؤكد على سياستها لاستخدام الطاقة النووية السلمية والتزامها بمفاوضات رفع العقوبات، كما اعتبرت أن الاتهامات الموجهة ضد إيران بشأن برنامجها النووي وغض البصر عن الترسانة النووية الإسرائيلية هو “نفاق أميركي”، وقالت إن طهران ترحب بالحوار مع دول الجوار وبأي مبادرات إقليمية وتأمل من دول المنطقة اتخاذ خطوات بناءة ردًا على مبادراتها الإقليمية للتعاون.

وبدوره اعتبر المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني أن المزاعم والاتهامات التي كالها الرئيس الأميركي جو بايدن خلال جولته الشرق أوسطية، ومنها تصريحاته في قمة جدة، مرفوضة ولا أساس لها، وأن هذه المزاعم الفارغة تأتي في سياق استمرار السياسة الأميركية لخلق الفتن وإثارة التوتر بالمنطقة.

وبينما أشار كنعاني إلى أن الولايات المتحدة هي أول دولة استخدمت القنبلة النووية، اعتبر أنها «تلجأ مجددًا لسياستها الفاشلة في التخويف من إيران» لإثارة توتر إقليمي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى