أحمد صبري شلبي يكتب: رسائل وطنية من قلب الكاتدرائية

اعتاد المصريون، مسلمون ومسيحيون، على لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي بأبناء وطنه داخل الكاتدرائية، لمشاركتهم احتفالات عيد الميلاد المجيد. وقد أصبح هذا التقليد عرفًا محمودًا، أرساه الرئيس السيسي منذ عدة سنوات، ليضيف بُعدًا إنسانيًا وحضاريًا بجوار الاحتفال الرسمي المعتاد.
وحرص الرئيس السيسي على أن يكون حضوره شخصيًا إلى جانب قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية بكاتدرائية ميلاد المسيح بالعاصمة الإدارية الجديدة ليؤكد من خلال هذه الزيارة على رسائل محورية موجهة للداخل والخارج.
وكعادته، حرص الرئيس السيسي، بأسلوبه الصادق ولغته الواضحة المباشرة، على استغلال هذه المناسبة الوطنية لتوجيه رسائل تحمل في طياتها معاني المحبة والوعي المجتمعي للمصريين. وقد شدد في كلماته على أن هذه الرسائل تُوجَّه إلى العالم أجمع من قلب كاتدرائية ميلاد المسيح، معبرًا عن التماسك الوطني ووحدة الشعب المصري. وجاءت هذه الرسائل لتعزز قيم التآخي والتلاحم بين أبناء الوطن، ولتجسد صورة مشرقة لمصر، التي تقف شامخة بوحدتها أمام مختلف التحديات.
ولعل المتابع لذلك المشهد الوطني سيدرك بوضوح مدى تلاحم الشعب المصري وصلابته التاريخية. فقد عكست شاشات التلفزيون لوحة رائعة من التناغم الوطني بين مسلمي مصر ومسيحييها، لدرجة قد تجعل البعض يظن أنه احتفال ديني يخص المسلمين بحضور إخوتهم المسيحيين، نظرًا لكثافة تواجد المسلمين بجوار أشقائهم داخل كاتدرائية ميلاد المسيح.
هذه الكاتدرائية، التي شُيّدت في قلب العاصمة الإدارية الجديدة، هي رمز للوحدة الوطنية، وقد بُنيت بعرق المصريين وبدماء شهداء الوطن الأبرار الذين ضحوا بحياتهم من أجل تحقيق الاستقرار الأمني والسياسي والاجتماعي. هذا الاستقرار هو ما مهد الطريق أمام المصريين جميعًا لمشاركة بعضهم البعض في الاحتفالات.
وأضاف السيد الرئيس أن القلق الذي ينتاب البعض في ظل الظروف الراهنة ربما يكون مبررًا، نظرًا لتعقيد الأوضاع المحيطة بنا أكثر من أي وقت مضى. ومع ذلك، أكد أن حجم المحبة والوعي والفهم بين المصريين أكبر بكثير من تلك التحديات، مما يجعلنا قادرين على مواجهة أي أمر، سواء داخل البلاد أو خارجها. وشدد على ضرورة أن يأخذ الجميع بالأسباب لحماية الوطن، مع الثقة في عناية الله ورعايته لمصر.
وأشار الرئيس إلى أن الدولة المصرية وقيادتها تتعامل بشرف وأمانة، انطلاقًا من واجب الحفاظ على الوطن وشعبه العظيم، مؤكدًا أنه يتحمل مسؤوليته بشفافية ونزاهة. وأضاف أن يده نظيفة، لا تلطخها دماء ولا يمسها فساد.
وهنا، أود أن أعرب عن خالص شكري واعتزازي بشخص السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، لحرصه الدائم على حضور الاحتفال بنفسه داخل كاتدرائية ميلاد المسيح، في مشهد يعكس عمق التماسك الوطني الذي يميز الشعب المصري عبر تاريخه. فقد أثبتت هذه الزيارة أن المصريين – مسلمين ومسيحيين – شركاء في الوطن، يتقاسمون آماله وآلامه، ويتشاركون أفراحه وأعياده، وهو ما يعزز قيم المواطنة والتعايش المشترك، ويقطع الطريق أمام أي محاولات لزرع الفتن أو إثارة الفرقة بين أبناء الشعب الواحد.
إن الأعياد والمناسبات الوطنية ليست حكرًا على فئة دون أخرى، بل هي مناسبات تجمع المصريين جميعًا تحت مظلة واحدة من المحبة والتلاحم. وزيارة الرئيس السيسي للكاتدرائية في هذه المناسبة تحمل رسالة واضحة للعالم بأن مصر قوية بوحدتها الوطنية، عصية على أي محاولات للتفرقة، وأن تماسك شعبها هو صمام الأمان في مواجهة التحديات.
ختامًا، فإن حضور الرئيس السيسي وتهنئته للأقباط بعيد الميلاد المجيد ليست مجرد إجراء بروتوكولي، بل هي تجسيد عملي لقيم التآخي والمحبة التي يتمتع بها الشعب المصري. إنها رسالة تؤكد أن مصر ستظل دائمًا وطنًا للجميع، حيث لا فرق بين مسلم ومسيحي في الحقوق والواجبات، لأن الجميع شركاء في بناء هذا الوطن العظيم، يدًا بيد من أجل مستقبل أكثر ازدهارًا واستقرارًا.
أخيرا أكرر ما قاله السيد الرئيس ” مصر دولة كبيرة، وإن شاء الله الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية، كل سنة وأنتم طيبين وعيد سعيد علينا كلنا”



