Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
مقالات

أحمد صبري شلبي يكتب: التطبيل لمفاعل الضبعة (2) – رصيد مصر من المصداقية الدولية

هذا المقال هو الجزء الثاني بعد مقال الأسبوع الماضي بعنوان ”التطبيل لمفاعل الضبعة“
وفي الوقت الذي تناول فيه الجزء الأول أهمية المشروع نفسه ودلالاته التنموية، ننتقل اليوم لفتح زاوية مغايرة: زاوية قوة الدولة المصرية في الإعلان عن مشروعها النووي بشفافية مطلقة ووضوح لا تجرؤ دول أخرى على انتهاجه.

فالإعلانُ في حد ذاته رسالة، إننا هنا لا نتحدث عن مجرد مفاعل قيد البناء، بل عن دولة تعلن مشروعها النووي أمام العالم بلا خوف، ولا غموض، ولا حسابات سرية. وهذا الموقف، في حد ذاته، يمثل رسالة لا تقل أهمية عن المشروع التنموي نفسه.

الشفافية.. رصيد مصر من المصداقية الدولية
عندما تُنشئ دولة محطة طاقة نووية تحت إشراف كامل من الهيئات الدولية، وتُفصح عن مراحل التنفيذ أمام الرأي العام، وتكشف الموقع والسعة ونِسَب التقدم.. فهي لا تبني مفاعلًا وحسب، بل تبني رصيدًا ضخمًا من المصداقية السياسية على الساحة الدولية.
هذه الشفافية المنهجية تعني بوضوح:

  • أن المشروع تنموي بالأساس وليس تهديديًا.
  • أن الدولة لا تخشى رد فعل أي طرف أو قوة.
  • أن كل خطوة تُتخذ تجري وفقًا للقانون الدولي والمعاهدات المنظمة.
  • أن لا علاقة للمشروع بأي نوايا عسكرية أو سياسية غامضة.

بعبارة أخرى، مصر تُغلِق الباب أمام أي تأويل سلبي لمشروعها، وتفتح بابًا واسعًا للثقة الدولية مؤكدة: “نحن نعمل في النور… نُطوّر بلدنا… ونمتلك مشروعًا جديدًا للمستقبل.”

وهنا نُصرّح بكل وضوح: مشروع الضبعة ليس مجرد محطة لإنتاج الكهرباء؛ إنه إعلان عن مسار طويل الأمد يتطلب استقرارًا سياسيًا راسخًا، وتمويلًا ضخمًا، وتخطيطًا دقيقًا ومُحكَمًا، وإرادة دولة لا تتراجع.
كل هذه مقومات ومؤشرات لدولة قوية، تُدرك تمامًا ماذا تفعل ولماذا تفعله.

قوة ناعمة تُكتب بالنور لا بالظلام
والحقيقة أن قدرة الدولة المصرية على الإعلان عن مشروعها النووي بهذه الدرجة من الوضوح ليست مجرد قوة سياسية… بل هي قوة ناعمة مكتملة الأركان.
فحين يرى العالم دولة تفتح مشروعًا نوويًا حساسًا على الملأ، وتُصرّ على إدارته بشفافية وتحت رقابة دولية، فإنها تقدّم نموذجًا للدولة المسؤولة التي تبني مشروعًا للحياة… لا للضغط أو الصدام.

إنها قوة ناعمة تُصنع بالثقة، وبالعمل في العلن، وبإرسال رسالة واضحة:
مصر دولة تبني، لا تتخفّى… وتطوّر، لا تساوم.

الفارق بين الإخفاء والإعلان
لا حاجة لذكر أسماء؛ فالعالم يَعِي أن بعض الدول تخشى الإعلان عن أي خطوة نووية، وتُحيط مشاريعها بهالة من السرية والقلق.
أما مصر، فهي ليست من هذه الفئة، لأنها:

  • لا تسعى لامتلاك سلاح مُحرَّم دوليًا.
  • لا تعمل في الظلام أو الخفاء.
  • لا تفرض أمرًا واقعًا دوليًا غير مقبول.

بل تسير في طريق سلمي واضح وضوح الشمس، طريق يحترمه العالم، ويضعها في مصاف الدول المسؤولة التي تبني مشروعًا للتنمية والتقدم.. لا للصدام والتوتر.
ولهذا تحديدًا، تستطيع مصر أن تُعلن، وتكشف، وتحتفل بمشروعها بثقة تامة.

فبينما يرى البعض في الطاقة النووية مصدرًا للأزمات والصراعات، تتعامل معها مصر كركيزة للمستقبل، ومصدر للطاقة، وقوة دافعة للتنمية المستدامة.

كلمة ختامية
إن كان هذا الوصف يُعد “تطبيلًا”.. فهو التطبيل الذي يصنع وعيًا، ويرفع المعنويات، ويضع الأمور في نصابها الحقيقي.

نحن نبني.. لا نهدد.
نحن نتقدم.. ولا نتخفّى.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى