مقالات

محمد الزغبي يكتب: ضحك المجاملة بيوجع الخدود

في زمن العلاقات السريعة والمجاملات اللزجة، أصبح “الضحك” مش تعبير عن السعادة، لأ، دا واجب اجتماعي مفروض علينا زي لبس الكمامة أيام الكورونا… تضحك غصب، تبتسم بالإكراه، ولو ما عملتش كده تبقى قليل الذوق ووشك مكشّر، وممكن الناس تعتبرك تهديد للأمن القومي للبهجة!

ضحك المجاملة دا له صفات خاصة
بيبدأ في وقت غلط.
يعني مثلًا حد بيقول نكتة بايخة قوي..
“واحد صعيدي دخل مكتبة.. قالهم عايز كيلو كتب!”
فتضطر تضحك، مش عشان النكتة، عشان ما يتقالش عليك جامد أو ما بتفهمش في الكوميديا.

وبيبقى بصوت عالي زيادة.
صوتك بيبقى أعلى من ضميرك، رغم إن داخلك بيصرخ “هو أنا بضحك ليه؟”.

وبيوجع الخدود فعلًا.
لأن عضلات وشك بتتشنج وانت بتمثل دور البشوش، خصوصًا في القعدات الرسمية، والفرح مش فرحك، والعريس مش نسيبك، بس لازم تبان مبسوط.

فيه ناس بتوصل لدرجة احتراف فن الضحك الاجتماعي، يقدر يضحك ٣٠ مرة في الدقيقة الواحدة، وفي كل مرة تلاقيه بيهز دماغه وبيقول “هاهاها… والله انت دمّك زي العسل!”، رغم إن اللي قدامه دمه زي الخل.

وطبعًا ضحك المجاملة ما بييجيش من القلب، بييجي من “الجبن الاجتماعي”. مش قادر تقول “النكتة بايخة”؟ مش قادر تقول “أنا مش طايق قعدة الشغل دي”؟ خلاص.. استخدم عضلات وشك، واضحك على نفسك قبل ما تضحك على الناس!

المصيبة إنك لما توصل البيت، تلاقي خدودك منفوخة، كأنك داخل بطولة مصارعة خدود، والعضلات بتصوت “ارحمونا من التمثيل!”

خلاصة مأساة الضحكة الكاذبة
مش كل اللي بيضحك مبسوط، ومش كل ضحكة بتطلع من القلب. أحيانًا بتطلع من ضغط الجو الاجتماعي، وأحيانًا من الخوف من إنك تكون الوحيد اللي ساكت.
لكن لو استمر الحال كده، هيبقى عندنا شعب كله عنده عضلات خدود قوية، بقلوب مجهدة!

فضّل وجع الكلام عن وجع الوش.. وقول بصراحة: “أنا آسف، بس النكتة دي متضحكش”.

والسلام على كل وش تعب من المجاملة، ولسه بيحاول يضحك!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى