تقارير

من هو حسين الشيخ نائب رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية

إعداد: رحمه حمدى

في خطوة تُعزّز هيكلة القيادة الفلسطينية، أعلنت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية عن قرار تاريخي بترقية حسين الشيخ، أحد أبرز أركان النظام السياسي الفلسطيني، ليشغل منصب نائب رئيس اللجنة التنفيذية للمنظمة، بناءً على تنسيب الرئيس محمود عباس. ولا يقتصر هذا المنصب على تمثيله نائبًا لأعلى هيئة تنفيذية في المنظمة فحسب، بل يمنحه أيضًا صفة نائب رئيس دولة فلسطين، مما يُرسّخ موقعه كشخصية محورية في المشهد السياسي الفلسطيني. ويأتي هذا التعيين تتويجًا لمسيرة الشيخ الطويلة داخل مؤسسات منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية، حيث يجمع بين عضويته في قيادة المنظمة ووزارته للشؤون المدنية، إضافة إلى كونه أحد أبرز حلفاء الرئيس عباس وثقاته.

الخلفية النضالية والمسيرة الشخصية

وُلد حسين الشيخ عام 1960 في مدينة رام الله في الضفة الغربية، وانضم إلى حركة “فتح” في سنوات مراهقته، وأعتقلته سلطات الاحتلال حيث قضى 11 عامًا في السجون الإسرائيلية (1978–1989) ، وخلال فترة سجنه تعلم اللغة العبرية ما ساعده لاحقاً في أداء أدوار متعلقة بالتنسيق مع المسؤولين الإسرائيليين في أكثر من صفة سياسية رسمية. وكان عضوًا في القيادة الموحدة للانتفاضة الأولى، تدرج في حركة فتح، بدأ كعضو في اللجان السياسية، ثم تدرج إلى مناصب قيادية في الحركة والسلطة الفلسطينية .

المناصب والمسيرة السياسة

نائب رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، عُيّن في هذا المنصب في 26 أبريل 2025 بعد مصادقة اللجنة التنفيذية على ترشيح الرئيس محمود عباس له، وهو منصب استُحدث لأول مرة في تاريخ المنظمة.

أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، في مايو 2022، وتولى هذا المنصب خلفاً لصائب عريقات.

عضواً في اللجنة المركزية لحركة فتح عام 2009 بالانتخاب، وأعيد انتخابه في 2016، حيث كان له دور في رسم سياسات الحركة وتأثير في دائرة القوات الصغيرة المحيطة بالرئيس الفلسطيني.

وزير الشؤون المدنية في السلطة الفلسطينية في 2007، أشرف على ملف التنسيق الأمني والمدني مع إسرائيل، بما في ذلك إصدار تصاريح التنقل وتسهيل دخول المساعدات إلى غزة .

دوره في العلاقات الفلسطينية-الإسرائيلية

بصفته وزيراً للشؤون المدنية، تضمنت مهامه متابعة شؤون مدنية مع إسرائيل، ومتابعة إجراءات لمّ شمل العائلات الفلسطينية، ولعب دورًا في تسهيل دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة خلال الحرب الأخيرة، كما ذكر في اجتماعات اللجنة التنفيذية، ومع ذلك أثارت علاقات الشيخ الوثيقة مع السلطات الإسرائيلية، ودوره داخل السلطة الفلسطينية، جدلاً واسعاً بين الفلسطينيين حيث يرى منتقدوه أن أسلوبه لم يساهم في إقامة الدولة الفلسطينية، ويأخذون عليه أن “صعوده” يعكس تركّز السلطة بيد دائرة ضيقة من الموالين للرئيس عباس، لها علاقات مع إسرائيل. شارك في مباحثات التهدئة بعد حرب غزة 2021 و2023، وكان وسيطًا في ملفات مثل تحويل الأموال القطرية إلى قطاع غزة.

دوره في المصالحة الفلسطينية

شارك في مفاوضات المصالحة كوسيط بين فتح وحماس كعضو في لجنة الحوار الوطني، ودعا إلى توحيد الصفوف تحت مظلة منظمة التحرير ، وتعزيز الوحدة الوطنية وأكد على أهمية الحوار الشامل مع الفصائل الفلسطينية خلال اجتماعات اللجنة التنفيذية الأخيرة .

دوره في الأزمة الراهنة (حرب غزة 2023–2025)

شارك في صياغة التحركات السياسية لوقف الحرب على غزة، ودعا إلى انسحاب القوات الإسرائيلية الكامل من القطاع، و عمل على تعزيز موقف فلسطين في المحافل الدولية، خاصة في ظل تصاعد عمليات “الإبادة الجماعية” كما وصفتها التقارير الفلسطينية.

حسين الشيخ يلعب دورًا سياسياً محورياً في المشهد الفلسطيني، خاصة بعد تعيينه نائباً لرئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، وتعيينه نائباً يُعتبر خطوة لتسهيل انتقال السلطة، ولكنه يتعرض لانتقادات من بعض الفصائل الفلسطينية التي ترى في تعاونه مع إسرائيل “تنازلاً عن الحقوق”، بينما يدافع مؤيدوه عن نهجه كـ”خيار واقعي”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى