مقالات

محمد مرعي يكتب: هل نشهد وقفا لإطلاق النار في غزة قبل زيارة ترامب للشرق الأوسط مايو المقبل؟

أعلنت المتحدثة باسم البيت الأبيض أن الرئيس ترامب سيزور الشرق الأوسط في الفترة من 13 إلى 16 مايو المقبل، على أن تشمل زيارته كل من المملكة العربية السعودية وقطر دولة الإمارات.

١- هذا الإعلان مساء اليوم من البيت الأبيض أعقب اتصالا هاتفيا أجراه ترامب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، علق عليه ترامب في حسابه على تروث سوشيال بأنه كان جيدا جدا وأنه تحدث مع نتنياهو في عدد من القضايا من ضمناها التجارة وإيران وقضايا “أخرى”.

٢- باراك رافيد مراسل موقع والا العبري وأكسبوس الأمريكي، نقل عن مصادر بأن ترامب ناقش مع نتنياهو ملف حرب غزة وفرص وقف إطلاق النار والتوصل لصفقة لتبادل الأسرى والمحتجزين.

٣- ملف إيران بالتأكيد له أولوية حاليا في أي مباحثات أمريكية إسرائيلية، في ضوء أن مسار المباحثات الذي اتبعته واشنطن مع طهران في جولتي التفاوض في سلطنة عمان وروما لم يلقى هوى نتنياهو، الذي يرغب في تفكيك البرنامج النووي الإيراني، بل كان يأمل ويطمح في أن يكون الخيار العسكري ضد أصول البرنامج النووي الإيراني له الأولوية لدى الرئيس ترامب، فإذا به يفاجىء أن ترامب اختار الدبلوماسية والمفاوضات لتقويض البرنامج النووي الإيراني للاستخدامات العسكرية، والوصول لاتفاق سيكون قريبا من اتفاق 2015، الذي أبرمه أوباما مع إيران، باختلافات نوعية فقط في تعظيم المكاسب الاقتصادية الأمريكية. بالتأكيد ما يرغب فيه نتنياهو يلقى هوى داخل تيار يميني في إدارة ترامب وداخل الحزب الجمهوري، لكن أزمة نتنياهو أنه لا يستطيع مواجهة ترامب برفضه المفاوضات الجارية مع إيران.

٤- رغم أن ترامب ونتنياهو لم يشيرا في إعلانهما عن تفاصيل المكالمة التطرق لملف غزة، لكن بالتأكيد كان ضمن المباحثات كما أكدت الصحف الإسرائيلية والأمريكية، فترامب قد تكون لديه رغبة في الوصول لاتفاق لوقف إطلاق الما وصفقة للأسرى قبل زيارته لثلاث دول عربية الشهر القادم، وهى دول بالتإكيد لديها مواقف رافضة لاستمرار هذه الحرب، واستمرار المأساة والمعاناة الإنسانية التي يعيشها 2.3 مليون فلسطيني في قطاع غزة.

٥- وفقا للمعطيات الحالية وما شهدته جولات التفاوض خلال الأسبوع الماضي، فإن المفاوضات بين إسرائيل وحماس بوساطة مصرية قطرية وصلت لطريق مسدود ووصلنا للنقطة صفر مرة أخرى، بعد رفض حماس مقترح نتنياهو المبالغ فيه الخاصة المتعلق بنزع سلاح الحركة بالكامل وحتى عدم إعطاء أي ضمانات لوقف الحرب والانسحاب الكامل من قطاع غزة.

٦- حماس في سياق رفضها لمقترح نتنياهو الذي قدمه له الوسطاء، أعلنت أنها ترغب في إبرام صفقة “شاملة” أو كما وصفها رئيس فريق التفاوض خليل الحية “الرزمة الشاملة”، يتم بموجبها الإفراج عن جميع الأسرى الإسرائيليين مقابل وقف الحرب والانسحاب الإسرائيلي من القطاع والبدء في مشروع إعادة الإعمار، وهذا مقترح يرفضه نتنياهو، لأن قبوله سيعني تفكك ائتلافه الحاكم وضياع مستقبله السياسي وبدء محاكمته.

٧- نتنياهو في مواجهته للضغوط الداخلية المتصاعدة ضده خاصة في خلافه مع رئيس جهاز الشاباك السابق رونين بار ومع المحكمة العليا، وأيضا بعد التصريحات الصادمة التي صدرت عن وزير المالية في حكومته بتسليل سبموتريتش التي أكد فيها أن الإفراج عن الأسرى لا يمثل أولوية وأهمية للحكومة، فأكد نتنياهو أنه يرغب في الوصول لاتفاق مرحلي جزئي يتم الإفراج من خلاله عن عدد من الأسرى مقابل وقف مؤقت لإطلاق النار، لكن حماس ترى في أي اتفاق جزئي لا يشمل ضمانات لوقف الحرب والانسحاب الإسرائيلي، بمثابة فرصة لنتنياهو لمواجهة الضغوط عليه، فهو لم يلتزم باتفاق ١٩ يناير ٢٠٢٥، ورفض الدخول في أي مفاوضات خاصة بالمرحلة الثانية حول وقف إطلاق النار.

٨- اتصال ترامب بنتنياهو وزيارته المرتقبة للشرق الأوسط بعد 20 يوما، قد تعيد الأمل مرة أخرى في إمكانية التوصل لاتفاق. فهناك وفد إسرائيلي سيزور القاهرة وأيضا وفد من حركة حماس، كجزء من جهود القاهرة بالتنسيق مع الإدارة الأمريكية للوصول لاتفاق يقلل الفجوات ويراعي شواغل كل طرف، وعليه قد نكون أمام إعادة طرح مصر لمقترحات السابق بمقترح نتنياهو الذي رفضته حماس، لكن المؤكد أن ذلك سيحتاج ضمانات واضحة من إدارة ترامب للضغط على نتنياهو لعدم التنصل مرة أخرى من الاتفاق خاصة المتعلق بضمانات إنهاء الحرب والإنسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة.

٩- الأيام القادمة حاسمة وكاشفة لما ستسفر عنه التحركات والجهود الجارية التي تقوم بها القاهرة للوصول لاتفاق، مع عدم إغفال أن تحركات مصر تأتي بتنسيق وتشاور مع الدول العربية الرئيسية الفاعلة في الملف “السعودية – الإمارات – قطر-…”، فمصر تؤمن أن وجود توافق وإجماع عربي حول وقف الحرب وانسحاب إسرائيل من القطاع وتنفيذ الخطة المصرية لليوم التالي وإعادة الإعمار، كفيل بإحداث تغيير في مواقف الرئيس ترامب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى