
في ظل التحول الرقمي العالمي والتطورات المتسارعة في مجال التكنولوجيا، تبرز أهمية دراسة الذكاء الاصطناعي في المدارس والجامعات المصرية كركيزة أساسية لبناء أجيال قادرة على المنافسة في سوق العمل العالمي. وانطلاقًا من رؤية شاملة للمستقبل، جاءت توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي واضحة وحاسمة، بضرورة إدماج الذكاء الاصطناعي في المنظومة التعليمية، بما يتماشى مع تطلعات الدولة نحو التقدم والابتكار.
وأكد الرئيس السيسي في أكثر من مناسبة على أن تمكين الطلاب من أدوات الذكاء الاصطناعي ليس رفاهية، بل ضرورة قومية لتعزيز القدرات الوطنية ومواكبة الثورة التكنولوجية الرابعة، مشددًا على ضرورة إعداد جيل من المبرمجين والمبدعين القادرين على التفاعل مع الواقع الرقمي، وقيادة المستقبل برؤية وطنية وعلمية.
التعليم والتحول الرقمي: خطوة نحو المستقبل
يمثل الذكاء الاصطناعي أحد أبرز محركات التطور في التعليم الحديث، إذ يتيح أدوات تفاعلية لتحسين جودة العملية التعليمية، ويوفر منصات تعليمية مخصصة تُراعي الفروق الفردية بين الطلاب، فضلًا عن دوره الكبير في دعم البحث العلمي وتحليل البيانات الضخمة.
وتسعى وزارة التربية والتعليم إلى دمج مفاهيم الذكاء الاصطناعي في المناهج الدراسية تدريجيًا، بداية من المرحلة الثانوية، مع إطلاق برامج تدريبية للمعلمين، ورفع كفاءة البنية التحتية للمدارس من خلال التحول إلى بيئات تعليم ذكية.
الجامعات التكنولوجية: حاضنات للمستقبل
وفي إطار رؤية الدولة المصرية، تم تأسيس 17 جامعة تكنولوجية جديدة، تتخصص في مجالات الهندسة الرقمية، والبرمجة، وتحليل البيانات، والذكاء الاصطناعي. وتُعد هذه الجامعات نواة لبناء مجتمع معرفي متكامل، يُسهم في سد الفجوة بين التعليم وسوق العمل، ويدعم الاقتصاد الوطني من خلال مخرجات بشرية مؤهلة.
التحديات والفرص
رغم الإنجازات، لا تزال هناك تحديات تتطلب حلولًا عاجلة، أبرزها ضعف البنية التحتية الرقمية في بعض المدارس، وضرورة تدريب كوادر تعليمية مؤهلة للتعامل مع هذه التقنيات. كذلك، تبرز الحاجة إلى أطر تشريعية وتنظيمية تضمن الاستخدام الآمن والأخلاقي للذكاء الاصطناعي في التعليم.
نحو مصر الرقمية 2030
يمثل دمج الذكاء الاصطناعي في التعليم المصري أحد محاور رؤية “مصر الرقمية 2030″، التي تهدف إلى بناء اقتصاد معرفي يعتمد على الابتكار والتكنولوجيا. ومع استمرار التوجيهات الرئاسية والدعم الحكومي، فإن المستقبل يحمل آفاقًا واسعة لوطن قادر على التنافس والريادة في العصر الرقمي.