تقارير

ما هو صاروخ “سجيل” الإيراني.. وهل يشكل تهديدا حقيقيا لإسرائيل؟

مع دخول الحرب بين إيران وإسرائيل يومها السادس، تتسارع وتيرة التصعيد العسكري بين الجانبين، وسط استخدام مكثف للصواريخ الدقيقة والطائرات المسيّرة والعمليات السيبرانية، وتصاعد الحديث عن إمكانية اللجوء إلى أسلحة استراتيجية متقدمة.

وفي ظل هذه التطورات، عاد إلى الواجهة اسم “سجيل”، أحد أخطر وأبرز الصواريخ الباليستية الإيرانية بعيدة المدى، ما أثار تساؤلات بشأن مدى فاعليته وقدرته على تهديد إسرائيل.

ما هو صاروخ سجيل؟

صاروخ “سجيل” هو صاروخ باليستي أرض-أرض، متوسط إلى بعيد المدى، يعمل بمرحلتين من الوقود الصلب، طوّرته إيران ضمن استراتيجيتها لتعزيز قدرات الردع ضد خصومها الإقليميين، وعلى رأسهم إسرائيل.

أُعلن عن أول تجربة ناجحة له عام 2008، ويُعدّ نقلة نوعية في القدرات الصاروخية الإيرانية، إذ يمنحه الوقود الصلب سرعة في الإطلاق، ويقلل من فرص رصده أو استهدافه أثناء التجهيز.

المواصفات الفنية لصاروخ سجيل:

النوع: صاروخ باليستي أرض-أرض ثنائي المرحلة

الوقود: صلب بالكامل في المرحلتين

المدى الأقصى: من 2000 إلى 2500 كيلومتر

الطول: حوالي 18 مترًا

الوزن عند الإطلاق: ما بين 23 إلى 26 طنًا

الرأس الحربي: حمولة تتراوح بين 500 إلى 650 كجم من المتفجرات

السرعة: تفوق سرعة الصوت (تصل إلى 12 ماخ في المرحلة النهائية)

أنظمة التوجيه: تعتمد على الملاحة بالقصور الذاتي، مع احتمالية استخدام تصحيح نهائي في بعض النماذج

القدرة التدميرية: عالية، ويمكن تزويده برؤوس تقليدية أو عنقودية، مع تقديرات بإمكانية تهيئته لحمل رأس نووي مستقبلاً

تاريخ التطوير والتجارب:

أُجري أول اختبار لصاروخ “سجيل” عام 2008، حيث قطع مسافة 800 كيلومتر.

في عام 2009، وصلت التجارب إلى مدى 1900 كيلومتر.

تشير تقارير إلى وجود نسخ جديدة قيد التطوير، أبرزها “سجيل-3” بمدى يصل إلى 4000 كلم ووزن 3.8 طن.

رغم تكهنات تربط تصميمه بصواريخ صينية مثل DF-11 وDF-15، إلا أن الخبراء يرون أنه تصميم إيراني بالكامل.

هل يشكل تهديدا مباشرا لإسرائيل؟

يمتلك “سجيل” مدى يسمح له بضرب أي نقطة داخل إسرائيل، بما في ذلك المنشآت الحيوية مثل مفاعل ديمونا والمراكز الاستراتيجية في تل أبيب وحيفا.

يعزز الوقود الصلب قدرته على الإطلاق السريع، ما يقلل من زمن التحضير ويصعب مهمة اعتراضه مسبقًا، ولكن التهديد الفعلي يعتمد على عدة عوامل:

عدد الصواريخ المتاحة لدى إيران

دقة الإصابة الفعلية للصاروخ

كفاءة أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية مثل “حيتس-2″ و”حيتس-3” في اعتراضه

سجل استخدام سجيل في الحرب الحالية:

في سياق المواجهة الإيرانية الإسرائيلية الجارية، يُعتقد أن إيران حركت منصات إطلاق “سجيل” في إطار التحضير أو التهديد برد استراتيجي رادع، خاصة بعد ضربات إسرائيلية استهدفت منشآت نووية أو قيادات عسكرية إيرانية بارزة.

حتى اللحظة، لا توجد تأكيدات رسمية باستخدامه، لكنه يظل ضمن الأوراق الإيرانية الثقيلة في هذه المواجهة.

هل سجيل مجرد ورقة ردع؟

رغم أن “سجيل” لم يُستخدم علنًا في المعارك، فإنه يُعد من أخطر عناصر ترسانة إيران الصاروخية، ليس فقط من حيث المدى والسرعة، بل أيضًا من حيث رمزيته كنتاج للتصنيع المحلي وتطوّر الصناعات الدفاعية الإيرانية.

يمثّل سجيل رسالة واضحة بأن إيران تمتلك القدرة على فرض معادلات ردع جديدة في المنطقة، وقد يتحوّل من مجرد ورقة تهديد إلى أداة هجومية في أي لحظة تصعيد حاسمة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى