مقالات

عمار ياسر يكتب: هل يمكن أن تصبح أعمال الشغب والبلطجة موضة قديمة؟

منذ بداية الخلق، وقد عرف الإنسان الصراعات، ومع مرور الزمن اختلفت الصراعات وتعددت أشكالها، وانتقل الصراع من الفرد إلى المجتمع، وبعد ذلك بين الدول وبعضها البعض.

ولكننا هنا نطرح سؤالًا يبدو في ظاهره غير منطقي، ولكن في جوهره قابل للحدوث:
هل يمكن أن تصبح أعمال الشغب والبلطجة موضة قديمة في المجتمعات؟

من خلال نظرة تاريخية في تاريخ صراع المجتمعات، نجد أنه منذ أكثر من خمسين عامًا ويزيد، كانت أعمال العنف والبلطجة منتشرة بكثرة مقارنة بالوقت الحالي، ومع تقدم المجتمع أصبحت في طريقها للانحدار.

هل أصبحت في طريقها للانحدار لأن الكثير من مثيري هذه الأعمال أصبحوا مدركين لعدم جدواها؟

هل عرفوا أن هذه الأعمال ما هي إلا إضاعة للوقت واستنزاف للطاقة؟

نجد الكثير من المجرمين الذين وُضعوا في السجن وقضوا مدة ليست بقليلة، بعد خروجهم أصبحوا هادئين لا يثيرون أعمال شغب ولا بلطجة.

هل العقاب فقط وحده هو ما دفعهم للابتعاد عمّا كانوا يفعلون؟ أم أنهم عرفوا وأدركوا أنهم كانوا يضيعون وقتهم في أشياء وأعمال لا تفيد؟
من المرجح أن مثيري الشغب ومرتكبي الجرائم أدرك الكثير منهم ضياع الوقت وإهدار المال واستنزاف الطاقة، فأصبحنا نجدهم يتجهون إلى أداء مناسك العمرة والحج، بل وأصبحوا يُقبلون على الصلاة والتركيز في العمل.

أصبحت الخناقات وأعمال البلطجة موضة قديمة، مثل سيارة من الستينيات عندما ننظر إليها نتعجب مقارنة بسيارة في الوقت الحالي، فأيهما ستختار؟ بالتأكيد ستختار الأكثر أمانًا والأكثر رفاهية، بل وما هو سائد من الموضة الحالية.
هكذا هي سلوكيات الخناقات والبلطجة، عندما تنظر إليها يمكن أن تقول لنفسك: “هو لسه في حد بيتخانق؟” لقد أصبح هذا من التاريخ.

تبحث المجتمعات عن السلام والرفاهية، وهذا هو الهدف الأسمى منذ بداية الخلق مقارنة بالتخلص من الصراعات، وتتجه المجتمعات دائمًا نحو صناعة التكنولوجيا التي تساعد على الاستقرار والرفاهية، فقد أصبح التطور التكنولوجي في كل مكان على أنحاء الأرض، وذلك لمساعدة الناس في حياتهم وتوفير الكثير من الوقت والجهد عليهم، فقد غيّرت التكنولوجيا أشكال الكثير من أنماط وسلوكيات الحياة التي كانت تؤدي إلى أعمال شغب وبلطجة.
بالرغم من وجود الكثير منها حتى الآن، إلا أن المجتمع في طريقه نحو السلام وتوفير سُبل عيش أفضل، من شأنها القضاء على أعمال الشغب والبلطجة.

إن الشيء إذا فقد قيمته، فقد تأثيره، فهل فقدت وستفقد أعمال الشغب والبلطجة قيمتها فتفقد بعد ذلك تأثيرها؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى