أحمد صبري شلبي يكتب: دياسطي يشعل شرارة الأمل.. رحلة اكتشاف البطل الكامن فينا
في واحد من أبرز المشاهد في مسلسل “عمر أفندي”، أطلق الشاب دياسطي، عبارة بسيطة بدت عادية للوهلة الأولى، لكنها حملت في طياتها عمقًا فلسفيًا أثار الكثير من التأمل والتساؤلات حول الموت والحياة، مما جعلها واحدة من أبرز العبارات التي حُفظت في الذاكرة.
“لما شوفت الموت بعيني أدركت قيمة الحياة”
وُلِدَتْ تلك العبارة من رحم المعاناة والصراع الدائر داخل شخصية دياسطي الذي كان يظن حينئذ أن تحقيق البطولة يتطلب عمل خارق قد يكلفه حياته، ولم يكن يرى بوضوح قبل تلك الواقعة الحقيقة المدهشة بأنه بالفعل بطل، والحصول على لقب البطل لا يتطلب سوى شجاعة وإصرارًا وتجاوزًا للذات وتحدي للظروف والمصاعب وقدرة على مواجهة الحياة بكل ما فيها من تحديات ومصاعب.
وتجلّت هذه الحقيقة جلية عندما استرسل دياسطي في وصف نظرته الجديدة للبطولة، وكأنما قد ولِد من جديد حيث كشف عن عمق تفكيره وإدراكه للحياة
“مش لازم تقوم بعمل خارق عشان تكون بطل”
” الرجل الذي يخرج من منزله ليعمل جاهداً ويتعب من أجل أن يكفي أهله وأولاده هو بطل، الطبيب الذي يعالج الناس هو بطل، المعلم الذي يعلم الأطفال القراءة والكتابة هو بطل، أنا نفسي أعتبر بطلاً لأنني أوصل رسائل إلى شخص ما لكي أطمئنه وأقطع مسافات طويلة، أو أرسل برقية لشخص ما لأطمئنه أو أنقذه من مشكلة كبيرة وقع فيها”
ومن خلال تلك النظرة الفلسفية لمفهوم البطولة يجب علينا أن نعيد النظر في أنفسنا وألا نحمل أنفسنا مالا طاقة لنا به حتى يرى كل منا نفسه بطلا، فكل منا يحقق العديد من الأعمال البطولية لكن لم نراها أو ندركها أو نشعر بها، ويجب أن نتخذ من تلك العبارة أو المفهوم الدياسطي للبطولة دافع لنا من أجل التغيير الإيجابي.
وحتى لا يطول بنا الحديث هيا بنا نستعرض بعض النصائح التي يمكن لنا أن نستلهم منها بعض النقاط المحفزة كي يرى كل منا في نفسه البطل
- توقف عن تحميل نفسك أعباءً تفوق طاقاتك.
- لا تنتظر البطولة الخارقة حتى ترى نفسك بطل.
- البطولات الصغيرة الروتينية هي بداية طريقك للبطولات الخارقة.
- لا تنتظر التقدير من أحد ولا تتوقع الثناء دائما على بطولاتك.
- لا تضع نفسك في مقارنة مع أحد، فكل منا له بطولته وتجربته الخاصة به.
- البطولات الخارقة ليست حكرا على المشاهير أو الشخصيات التاريخية.
- اجعل من الأزمة شرارة تحفيز للتغير ونقطة انطلاق نحو المستقبل.
- عليك أن تدرك قيمة الحياة وأن تستثمر في الوقت والفرص.
- ابحث مرة أخرى عن كل مصادر التقدير اليومي بحياتك كالصحة والوظيفة والعلاقات الاجتماعية.
- اسعى دائما للتغيير وتيقن أنه لا نجاح أو بطولة بدون ثقافة وعقلية التغيير.
- تحلى بالشجاعة في مواجهة التغيير والرغبة في مواجهة ما هو قادم.
- لا تخف من الخروج من منطقة الراحة الخاصة بك وتجربة أشياء جديدة.
- لا تندم على ما فاتك ولا تنظر للخلف، فالماضي لن يعود.
- تعلم من كل تجاربك واعترف بأخطائك واجعلها مصدرا للنضوج، فالأخطاء جزء طبيعي من الحياة.
- اكتشاف البطولات بداخلك يحتاج إلى وقت وصبر، فلا تستسلم عند مواجهة الصعوبات.
النصائح السابقة هي بمثابة خارطة طريق كي تكون الشرارة التي تُوقد بداخلك شغفًا لاكتشاف بطلك الداخلي، لكن الرحلة الحقيقية تكمن في استكشاف الأراضي المجهولة بداخلك، فكل يوم وكل تجربة يمثلان فرصة جديدة لاكتشاف جوانب جديدة من شخصيتك وتطويرها