حزب العمال الكردستاني يعلن حل نفسه وإلقاء السلاح وإنهاء الصراع ضد تركيا

متابعة: رحمه حمدى
أفادت وكالة فرات للأنباء، التي تعتبر مقربة من حزب العمال الكردستاني، اليوم الاثنين، بأن الجماعة التي تخوض صراعًا مسلحًا مع الدولة التركية منذ أكثر من أربعين عامًا قد اتخذت قرارًا بحل نفسها، والتخلي عن السلاح، وإنهاء الكفاح المسلح. وفي سياق متصل، ذكرت مصادر من “العربية” و”الحدث” أن عملية نزع سلاح حزب العمال الكردستاني من المتوقع أن تستمر حتى نهاية شهر يونيو المقبل.
وقد جرى اتخاذ هذا القرار خلال المؤتمر الثاني عشر للحزب، الذي انعقد في الفترة من 5 إلى 7 مايو في شمال العراق. وورد في البيان الختامي للمؤتمر، الذي نقلته قناة “روداو” التلفزيونية، النص التالي:
“قرر المؤتمر حل الهيكل التنظيمي لحزب العمال الكردستاني، وإنهاء الكفاح المسلح، وبالتالي وضع حد لنشاط التنظيم المعروف باسم حزب العمال الكردستاني.”
ونشرت الوكالة التابعة للحزب بيانًا جاء فيه أن “العلاقات التركية الكردية بحاجة إلى إعادة صياغة.” كما تضمن البيان الصادر عن حزب العمال الكردستاني دعوة موجهة إلى السلطات التركية لتقديم ضمانات قانونية وسياسية لزعيم الحزب المسجون عبد الله أوجلان، وفقًا لما نقلته وكالات الأنباء.
وأضاف البيان: “ترى الجماعة أن الأحزاب السياسية الكردية ستتحمل مسؤولياتها في تطوير الديمقراطية الكردية وضمان تشكيل أمة كردية ديمقراطية.” كما جاء في بيان حزب العمال الكردستاني: “لقد أنجزت الجماعة مهمتها التاريخية.”
ويأتي هذا الإعلان استجابة لدعوة وجهها مؤسس الحزب عبد الله أوجلان، الذي يقبع في سجن جزيرة إيمرالي قبالة اسطنبول منذ عام 1999، حيث حث في فبراير الماضي مقاتلي الحزب على نزع السلاح وحل التنظيم.
وردًا على هذه الدعوة، أعلن حزب العمال الكردستاني في الأول من مارس استجابته الإيجابية لدعوة زعيمه التاريخي لوضع حد لأربعة عقود من القتال ضد سلطات أنقرة. وفي ذلك اليوم، أعلن الحزب، الذي تصنفه أنقرة وحلفاؤها الغربيون كـ”منظمة إرهابية”، وقف إطلاق النار بشكل فوري.
وفي خطاب ألقاه يوم السبت، أشار الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إلى أن أنباء حل الحزب قد تعلن في أي لحظة، مؤكدًا عزم حكومته على “إنقاذ بلادنا من آفة الإرهاب”، كما وصفها.
وقال متحدث باسم حزب العدالة والتنمية إن عملية حل حزب العمال الكردستاني ستخضع لمراقبة ميدانية دقيقة من قبل مؤسسات الدولة
قال فخر الدين ألطون، رئيس دائرة الاتصال بالرئاسة التركية، اليوم الاثنين، إن البلاد ستتخذ الإجراءات اللازمة لضمان المضي بشكل سلس نحو دولة “خالية من الإرهاب”، بعد إعلان حزب العمال الكردستاني حل نفسه.
وفي منشور على منصة “إكس”، قال ألطون إن العملية لن تكون قصيرة الأمد أو سطحية، وإنه سيتم اتخاذ جميع الخطوات بشفافية وبما يراعي حساسية الأمور.
يذكر أن حزب العمال الكردستاني تأسس عام 1978، وتصنفه تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي كمنظمة “إرهابية”. وقد بدأ تمردًا مسلحًا ضد أنقرة عام 1984 بهدف إقامة دولة للأكراد، الذين يشكلون حوالي 20% من سكان تركيا البالغ عددهم 85 مليون نسمة. ومنذ اعتقال أوجلان عام 1999، شهدت المنطقة محاولات متعددة لإنهاء النزاع الذي أسفر عن مقتل أكثر من 40 ألف شخص.
فيما كانت جهود السلام متوقفة منذ ما يقرب من عقد من الزمن، أطلق الرئيس التركي رجب طيب إردوغان مبادرة طرحها حليفه الرئيسي القومي دولت بهجلي من خلال وفد من حزب المساواة وديمقراطية الشعوب، في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، أثناء زيارة لأوجلان المحكوم عليه بالسجن مدى الحياة.
وقد دعا بهجلي في ذلك الوقت أوجلان إلى التخلي عن العنف وحل حزبه، مقابل الإفراج المبكر عنه.
وفي شمال العراق، تحتفظ تركيا بقواعد عسكرية منذ 25 عامًا لمواجهة مقاتلي الحزب المنتشرين في مواقع ومعسكرات داخل إقليم كردستان.