نسرين طارق تكتب: بيانات أورديحي

العالم أصبح على صفيح ساخن كل يوم نشرات الأخبار تطل علينا بخبر حرب في مكان ما من الكرة الأرضية أو انتشار وباء في دولة وينتشر بعدها في العالم كله.
غير أخبار موجات الطقس السيئ اللى فجاة بتضرب أي مكان في العالم ولا رادع لها.
بعد كل خبر عن صراع بين دولتين مثلا بتنعقد المجالس.. مجلس الأمن وجامعة الدول وحلف الناتو وغيره وغيره.. الكل بيطلع بيان.
بيانات شجب وإدانة.. وبيانات تحذير.. وبيانات رايحة وجاية من الشرق والغرب.. بس كلها بيانات “اورديحي” زي ما بنقول بالمصري على الأكل اللى مفيهوش بروتين.
يعنى أكل فاضى.. أكل مشي حالك مفيش فلوس.
البيانات دي كده بالضبط.. مشى حالك قضينا الواجب وعملنا اللى علينا وغدينا العيال.. قصدى طلعنا البيان.
هل البيانات دى بتعمل حاجة للقضية المطروحة؟
على أرض الواقع مجرد طبطبة على الميت، وان كل دولة أو منظمة بتعلن في البيان موقفها هى بتتفرج على الماتش وبتشجع مين.
لازم نطلع بيان ولا الدول التانية ياكلوا وشنا، ويفتكرونا معاهم واحنا كلنا اصلا بنتفرج ولا مع الاولانين ولا مع التانيين.
ببساطة البيانات دى بتطلع علشان نقول احنا عالم متحضر.. واحنا مش كده احنا بنمثل على بعض اننا متحضرين لان الدول بتساند القضايا وفقا للموقع الجغرافي دول جيرانا ولازم نجاملهم.. أو الرابط الدينى مسلمين زينا وانصر اخاك ظالم او مظلوم.
زي البيانات اللى طلعتها الدول الغربية كعقوبات على روسيا وقت بداية العملية العسكرية في اوكرانيا.. روسيا قالت للعالم بيانتكم اورديحي.. وموجعتنيش!
هل الييانات دى ملزمة لأى دولة.. الاجابة طبعا لا.. وكلنا شايفين كام بيان طلع من يوم 7 أكتوبر حتى لحظة كتابة المقال ده.. ومازال الاطفال والابرياء بيدفعوا الثمن.. بيدفعوا ثمن حرب ما اختاروش يدخلوها.
الدول اللى تقدر تطلع بيان مش اورديحي هي الدول صاحبة القرار زي مصر لما طلعت بيان ان الرعايا الأجانب مش هيعدوا من معبر رفح الا مع عبور شاحنات المساعدات الانسانية لغزة.. ده اسمه بيان بجد.. لانه قدر يغير الوضع على أرض الواقع والكل امتثل وعدت الشاحنات زي ما مصر طلبت.
وفي النهاية كل دولة لازم تطلع بيان.. ويبقى الحال على ما هو عليه.