
اعداد: بسنت عماد
يشهد العالم الآن تطور رهيب في العلاقات الأمريكية بالدول الخليجية، وظهور دعوات من أجل الإنضمام إلى إتفاق “إبراها” وتطبيع العلاقات مع إسرائيل .
وفي هذا السياق.. دعا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نظيره السورى أحمد الشرع خلال لقاء جمعهما اليوم الأربعاء في الرياض ، إلى الانضمام للاتفاقيات الإبراهيمية مع إسرائيل، مع الإعلان عن رفع العقوبات على سوريا، كما طلب ترامب من الأمير محمد بن سلمان الانضمام إلى تلك الإتفاقية.

فما هي الاتفاقيات الابراهيمية ولماذا سميت بهذا الاسم؟
سبب التسمية
سميت “اتفاقيات أبراهام” او “الاتفاقيات الإبراهيمية” بهذا الاسم نسبة إلى النبي إبراهيم عليه السلام الذي تنتسب إليه الديانات السماوية الثلاث: الإسلام والمسيحية واليهودية
ويعتبرون مؤسسون هذه الاتفاقية انها تحيل هذه التسمية إلى الأصل المشترك بين اليهود والمسيحيين والمسلمين، وأن كليهما له ديانة تتبنى عبادة التوحيد التي نادى وجاء بها نبي الله إبراهيم عليه السلام.
بداية الفكرة والدول المنضمة إلى الاتفاقية
بدأت الولايات المتحدة منذ عام 2013، بتأسيس الفكرة، حيث تم إنشاء فريق عمل حول الدين والسياسة في وزارة الخارجية، بقرار من هيلاري كلينتون، مكون من 100 عضو، نصفهم من رجال دين من الديانات الثلاث، يعملون جنبا إلى جنب مع الدبلوماسيين في الوزارة.

وفي هذا السياق، تم تنظيم سلسلة من المؤتمرات الهادفة إلى نشر وترويج معتقدات بعض الدول، أو احتواء بعض التوجهات الدينية لبعض الدول والتنظيمات التي ترى فيها تحديا لمنظومتها القيمية، أو الرغبة في تحسين صورتها، ومواجهة الاتهامات الموجهة إليها بدعم الإرهاب والفكر المتطرف.
وفي عام 2020 وقعت دولة الإمارات العربية المتحدة اتفاق السلام مع إسرائيل تحت مسمى “إتفاق ابراهام” ، فى حفل بالحديقة الجنوبية للبيت الأبيض بالولايات المتحدة الأمريكية، شهد حضور نحو 700 ضيف من مختلف دول العالم، اعقبه توقيع تأييد للسلام بين مملكة البحرين وإسرائيل، ثم انضمت بعد ذلك السودان والمغرب.

وتهدف الاتفاقية الى تحقيق رؤية تجعل الشرق الأوسط ينعم بالاستقرار والسلام والازدهار”، بحيث يتمتع بها “كل دول وشعوب المنطقة”، كما تنص بنود المعاهدة على إقامة علاقات دبلوماسية وودية، بهدف التعاون وجعل العلاقات طبيعية بالكامل، والسير في طريق جديد يفتح باب الطاقات الكبرى الكامنة في المنطقة”.
بنود الاتفاقية
– نشجع الجهود المبذولة لتعزيز الحوار عبر الأديان والثقافات للنهوض بثقافة السلام بين الديانات الإبراهيمية الثلاث والبشرية جمعاء.
– مواجهة التحديات من خلال التعاون والحوار لتعزز مصالح السلام الدائم في الشرق الأوسط والعالم.
– التسامح واحترام الأشخاص من أجل جعل هذا العالم مكانا ينعم فيه الجميع بالحياة الكريمة والأمل، بغض النظر عن عرقهم وعقيدتهم أو انتمائهم.

– دعم العلم والفن والطب والتجارة كوسيلة لإلهام البشرية وتعظيم إمكاناتها، وتقريب الأمم من بعضها البعض.
– إنهاء التطرف والصراع لتوفير مستقبل أفضل لجميع الأطفال.
– تحقيق رؤية للسلام والأمن والازدهار في الشرق الأوسط وفي العالم
وعليه، ترحب الدولة الموقعة على الإتفاقية بحفاوة بإقامة علاقات دبلوماسية بينها وبين إسرائيل ، بموجب مبادئ أبراهام، مع التوسع في العلاقات الودية القائمة على المصالح المشتركة والالتزام المشترك بمستقبل أفضل.
إتفاق أبراهام والتطبيع مع اسرائيل
أدت اتفاقات أبراهام إلى ظهور علاقات إسرائيل مع الدول العربية إلى العلن، تعتبر الإمارات الدولة الخليجية الأولى التي أقامت علاقات تطبيع مع إسرائيل، وقبل الإعلان عن تطبيعها مع إسرائيل، عرضت عليها الولايات المتحدة بيع 50 طائرة مقاتلة من طراز “إف 35”.
وعقب انضمام البحرين والمغرب الى الاتفاقة وقعت الولايات المتحده الأمريكية عده اتفاقيات مع كل منهما في المجالات العسكرية والاستثمارية والتجارية.

اما السودان عقب تطبيعها مع اسرائيل أعلن الرئيس الامريكي دونالد ترامب، رفع إسمها من قائمة الدول الراعية للإرهاب، وكذا قبول الخرطوم دفع 335 مليون دولار تعويضا لمن قال ترامب إنهم “ضحايا الإرهاب”.
وتضمنت خطة تطبيع العلاقات مع التحالف الإسرائيلي و الإمارات والبحرين بتعليق خطة ضم أجزاء من الضفة الغربية المحتلة.
ولكن عقب توقيع الاتفاقات، بعث نتنياهو رسالة رسمية إلى قادة المستوطنات أكد فيها أن مجلس التخطيط الأعلى للبناء في المستوطنات بالضفة سيعقد اجتماعا، بعد انتهاء عطلة “عيد العرش” في 11 أكتوبر 2020، للمصادقة على بناء 5400 وحدة استيطانية جديدة بالضفة.
كما استعدت إسرائيل لتوسيع مستوطنة بيتار عيليت وبناء 3 آلاف وحدة استيطانية جديدة فيها، وامتد هذا المخطط ليشمل عدة مستوطنات أخرى في الضفة المحتلة وقرب الخط الأخضر.