
متابعة: فريق الأخبار
وفقاً لـ “تليجراف” تم العثور على “مفاتيح قتل” صينية مخفية داخل مزارع الطاقة الشمسية في الولايات المتحدة الأمريكية، مما أدى إلى دعوات موجهة إلى إد ميليباند، وزير الطاقة البريطاني، لوقف خطط التوسع في استخدام مصادر الطاقة المتجددة حتى يتم التحقق من سلامتها.وفي يوم الخميس الماضي، طالب وزير الطاقة البريطاني بفرض “توقف فوري” على الحملة الداعية إلى الاعتماد على الطاقة الخضراء، وذلك لإجراء مراجعة شاملة لمعرفة ما إذا كانت محطات الطاقة الشمسية في المملكة المتحدة معرضة لنفس المخاطر الأمنية.
ووفقًا لتقارير وكالة “رويترز”، فإن المكونات التي تم اكتشافها في الولايات المتحدة تضمنت أجهزة اتصال لاسلكية قادرة على إيقاف تشغيل المعدات عن بعد، مما أثار مخاوف حقيقية بشأن أمن شبكات الطاقة.وقد تم العثور على هذه الأجهزة داخل محولات الطاقة المصنوعة من قبل شركات صينية لم يتم الكشف عن هويتها رسميًا. وتلعب محولات الطاقة دورًا حيويًا في ربط مزارع الطاقة الشمسية أو طاقة الرياح ببقية نظام الطاقة، حيث تقوم بتحويل الكهرباء إلى صيغة يمكن للشبكة العامة استخدامها.
ونقلت “رويترز” عن مصدر مطلع قوله إن التلاعب بهذه المعدات قد يمنح الصين القدرة على التسبب في انقطاعات كهربائية متعمدة في الدول الغربية، مشيرًا إلى أن ذلك قد يشكل “طريقة مدمجة لتدمير شبكات الطاقة بشكل فعلي”.من جانبها، نفت الصين هذه الادعاءات ووصفتها بأنها افتراء لا أساس له. ومع ذلك، فإن هذا الاكتشاف أثار حالة من القلق داخل الحكومة الأمريكية، ومن المتوقع أن يفتح باب نقاش مماثل في المملكة المتحدة.وفي هذا الصدد، قال أندرو بوي، وزير الطاقة في حكومة الظل، يوم الخميس الماضي إن “هذه الاكتشافات المقلقة يجب أن تثير انتباه السيد ميليباند بشكل جدي”، داعيًا إلى فتح تحقيق عاجل في الأمر.وأضاف بوي: “كنا على علم مسبقًا بالمخاوف التي أبلغت عنها وزارة الدفاع وأجهزة الأمن والمخابرات بخصوص تقنيات المراقبة المحتملة في توربينات الرياح الصينية الصنع. ولكن نظرًا للهيمنة الصينية على قطاع الطاقة الشمسية، فإن هذه التطورات تبعث على القلق بنفس الدرجة، إن لم تكن أكثر”.وتابع قائلاً: “إن التحول الذي يروج له إد ميليباند نحو الاعتماد على الطاقة الصينية – مع التركيز المفرط على الطاقة النظيفة دون اعتبارات أخرى – يشكل تهديدًا مباشرًا لأمننا القومي، ويناقض ادعاءاته بشأن تعزيز أمن الطاقة”.
واختتم تصريحه بالقول: “من الضروري فرض وقف فوري لهذه الخطط وإجراء مراجعة شاملة لضمان سلامة وأمن نظام الطاقة الوطني”.
من ناحية أخرى، أفاد مصدر في قطاع الطاقة يوم الخميس الماضي بأن المزارع الشمسية البريطانية تستخدم عاكسات من عدة مصادر، تشمل موردين من الصين والولايات المتحدة وألمانيا وإسرائيل.وردًا على هذه التقارير، قال متحدث باسم الحكومة البريطانية: “لن نسمح أبدًا لأي شيء بأن يعرض أمننا القومي للخطر. ورغم أننا لا نعلق على حالات فردية، فإن قطاع الطاقة لدينا يخضع لأعلى معايير التدقيق الأمني”.
بدوره، علق كريس هيويت، الرئيس التنفيذي لرابطة الطاقة الشمسية البريطانية (وهي منظمة تجارية)، قائلاً: “إذا تبين وجود أي من هذه العاكسات المشبوهة في المملكة المتحدة – وهو أمر لم يتم تأكيده بعد – وإذا ثبتت صحة هذه الادعاءات، فيمكن استبدالها بسرعة”.وأضاف هيويت: “من المهم التأكيد أيضًا أن الطاقة الشمسية تساعد المملكة المتحدة في تقليل اعتمادها على الوقود الأحفوري المستورد من أنظمة غير مستقرة، مما يعزز أمننا الطاقة ويخفض التكاليف على المواطنين”.
الهيمنة الصينية على سوق الطاقة الشمسية
تسيطر الشركات الصينية على سوق محولات الطاقة بشكل شبه كامل، إلى جانب هيمنتها على صناعة البطاريات والألواح الشمسية، حيث تُستخدم منتجاتها على نطاق عالمي واسع.وأثار هذا الواقع مخاوف كبيرة في أوساط صناع القرار، خاصة مع تزايد التدقيق في مشاركة الصين في البنية التحتية للطاقة البريطانية.ووفقًا لدراسة أجرتها شركة “وود ماكنزي” للأبحاث، فإن الشركات الصينية تنتج ما يقارب نصف محولات الطاقة الشمسية المستخدمة عالميًا.وفي عام 2023، سيطرت شركتان صينيتان هما “هواوي” و”سونغرو” على أكثر من 50% من حصة السوق العالمية في هذا القطاع.وتشير تقديرات “مجلس تصنيع الطاقة الشمسية الأوروبي” إلى أن أكثر من 200 جيجاواط من قدرة الطاقة الشمسية في أوروبا تعتمد على عاكسات صينية الصنع – وهو ما يعادل إنتاج 200 محطة للطاقة النووية، بحسب صحيفة “التلجراف” البريطانية.وفي هذا السياق، قال كريستوف بوديويلز، الأمين العام للمجلس: “هذا يعني أن أوروبا قد سلمت فعليًا السيطرة عن بُعد على جزء كبير من بنيتها التحتية الكهربائية لدولة أجنبية”.
وأضاف بوديويلز: “إن القدرة على التحكم في 3 إلى 4 جيجاواط فقط من الطاقة كافية لإحداث فوضى واسعة النطاق عبر القارة الأوروبية”.ويُعتقد أن انقطاعات الكهرباء التي شهدتها إسبانيا والبرتغال مؤخرًا بدأت بعد فقدان 2 جيجاواط فقط من قدرة التوليد.وفي تصريح لوكالة “رويترز”، قال فيليب شرودر، الرئيس التنفيذي لشركة “1Komma5” الألمانية المتخصصة في تطوير الطاقة الشمسية: “قبل عشر سنوات، لو توقفت المحولات الصينية عن العمل، لما كان لذلك تأثير يذكر على الشبكات الأوروبية. لكن الوضع اليوم مختلف تمامًا بعد وصول الاعتماد عليها إلى كتلة حرجة”.
تفاصيل الحادث الأمريكي
كشفت تقارير “رويترز” أن محولات كهربائية صينية الصنع في الولايات المتحدة تعرضت للإيقاف عن بُعد في نوفمبر الماضي، مما أثار نزاعًا بين شركة تكساسية وموردها الصيني “ديي” (مقرها في مقاطعة تشجيانغ).ولم يتضح بعد ما إذا كان هذا الحادث مرتبطًا باكتشاف المكونات المخفية، كما لا توجد أي أدلة تشير إلى تورط شركة “ديي” في أي مخالفات.وكانت وزارة الطاقة الأمريكية على علم بكلا الحادثين، لكنها امتنعت عن الإفصاح عنهما علنًا حتى الآن.من جانبه، قال متحدث باسم الشركة الصينية إن هذه التقارير “لا تعكس بالضرورة نوايا خبيثة”، مضيفًا: “لكن من الضروري أن يكون لدى المشترين فهم كامل لإمكانات المنتجات التي يشترونها”.
ويُشار إلى أن شركات المرافق الأمريكية تدرس حاليًا فرض حظر على المعدات الصينية في بنية الشبكات التحتية، في خطوة مماثلة للقيود التي فرضتها سابقًا على معدات الاتصالات من “هواوي” بسبب مخاوف التجسس.
مخاوف أمنية متصاعدة
في وقت سابق من هذا العام، كشف مسؤولون في وزارة الدفاع البريطانية عن مخاوفهم بشأن تعاقد شركة صينية تدعى “مينجيانج سمارت إنيرجي” لتوريد توربينات لمزرعة الرياح “جرين فولت” قبالة السواحل الاسكتلندية.وحذر المسؤولون من أن العقد يمنح المهندسين الصينيين “ذريعة قانونية للزيارة في أي وقت” لإجراء أعمال الصيانة، مما قد يمكنهم من تثبيت أجهزة تجسس أو التلاعب بالمعدات الحيوية..