
إعداد: بسنت عماد
في تطور عسكري لافت، شهدت منطقة الشرق الأوسط واحدة من أخطر جولات التصعيد خلال السنوات الأخيرة، وذلك بعدما شنت إسرائيل، فجر الجمعة 13 يونيو 2025، هجوماً جوياً واسع النطاق استهدف منشآت نووية وعسكرية حساسة داخل الأراضي الإيرانية.
وجاءت العملية في سياق تصاعد المخاوف الإسرائيلية من اقتراب طهران من امتلاك قدرات نووية عسكرية، وهو ما تعتبره تل أبيب تهديداً وجودياً لأمنها القومي، لترد بتنفيذ ضربة استباقية تهدف إلى منع ما تصفه بـ”الخطر الاستراتيجي الوشيك”.
أطلق جيش الاحتلال الإسرائيلي على الهجوم اسم “عملية الأسد الصاعد”، وهي العملية التي وصفت بالأضخم في تاريخ سلاح الجو الإسرائيلي، بحسب تقارير نشرتها صحيفتا الجارديان البريطانية وواشنطن بوست الأمريكية، إلى جانب وكالة أسوشيتد برس.
الأسلحة الإسرائيلية المستخدمة
شاركت إسرائيل في العملية الجوية بـ 314 طائرة حربية، توزعت على النحو التالي:
39 طائرة “إف-35” شبحية:
نفّذت عمليات اختراق عميق استهدفت أنظمة الرادار والدفاعات الجوية الإيرانية المتقدمة، مستفيدة من قدراتها العالية على التخفي.
75 طائرة “إف-15”:
استخدمت لقصف المنشآت النووية عبر الذخائر الثقيلة والصواريخ بعيدة المدى.
200 طائرة “إف-16” متعددة المهام
نفّذت ضربات تكتيكية ضد أهداف متوسطة الأهمية، وقدّمت تغطية جوية للقوات الضاربة، إلى جانب طائرات الإسناد الإلكتروني والتزود بالوقود.
ورغم تداول معلومات عن إمكانية استخدام إسرائيل لقنابل خارقة للتحصينات، فإن تقارير الجارديان وواشنطن بوست أكدت أن قنابل GBU-28 لم تُستخدم، نظراً لتعقيداتها الميدانية وعدم ملاءمتها لهجوم مفاجئ بهذا الحجم.
واعتمدت إسرائيل بدلاً من ذلك على:
ـ قنابل JDAM ذكية موجهة، مزودة ببعض الرؤوس الاختراقية الخفيفة من نوع BLU‑109.
ـ ذخائر SPICE إسرائيلية الصنع، تعمل بتقنيات التوجيه الكهروضوئي ونظام GPS.
ـ طائرات درون صغيرة مسلحة، تم تهريبها إلى داخل إيران عبر شبكات تابعة للموساد، ونفذت ضربات دقيقة من العمق الإيراني دون تدخل جوي مباشر.
وبحسب تقديرات المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية (IISS)، فإن العملية مثّلت نحو 60% من القدرة الجوية القتالية لإسرائيل، ما يجعلها الهجوم الأوسع في تاريخ البلاد من حيث الكثافة والامتداد الجغرافي.
الأسلحة الإيرانية المستخدمة
جاء الرد الإيراني من خلال إطلاق أكثر من 400 صاروخ باليستي، إضافة إلى ما لا يقل عن 1000 طائرة مسيّرة، واستُخدم في هذه الضربات:
أولاً: الطائرات المسيّرة
ـ شاهد-129
ـ شاهد-136 ”انتحارية بعيدة المدى”
ـ مهاجر-6
ـ أبابيل-5
ـ كمان-22
ثانياً: الصواريخ الباليستية
صاروخ “قاسم”:
يُستخدم لأول مرة، ويزيد مداه عن 1400 كيلومتر.
خرمشهر-4:
صاروخ ثقيل بعيد المدى.
ذو الفقار وفاتح-110:
صواريخ قصيرة ومتوسطة المدى.
سجيل:
صاروخ يعمل بالوقود الصلب ويُعد من بين أخطر الأسلحة الباليستية الإيرانية.
واستهدفت الضربات الإيرانية منشآت استراتيجية داخل إسرائيل، شملت وزارة الدفاع ومواقع في تل أبيب، حيفا، وأشدود.
الخسائر الإسرائيلية
وفقاً للبيانات الرسمية الإسرائيلية، أسفرت الضربات عن:
ـ 25 قتيلاً من المدنيين والعسكريين، وأكثر من 838 مصاب، بحسب هيئة الإسعاف الإسرائيلية.
ـ ضربة مباشرة على وزارة الدفاع في تل أبيب، تسببت بحرائق وأضرار هيكلية جسيمة.
ـ أضرار جسيمة في ميناء أشدود العسكري ومستودعات أسلحة.
ـ تعطيل منظومات الاتصالات والرادارات في عدد من القواعد الجوية جنوب حيفا.
ـ أضرار غير معلنة في قواعد سلاح الجو نتيجة لهجمات نفذتها المسيّرات الانتحارية من طراز “شاهد”.
ـ استهداف مبنى معهد وايزمان للعلوم في مدينة رحوفوت بصاروخ بعيد المدى، أدى إلى تدمير جزئي في أحد أقسامه البحثية الحيوية.
وأشارت تقارير إعلامية اسرائيلية إلى أن نحو 5000 شخص باتوا دون مأوى، وأن بعض المواقع المتضررة تحتاج إلى خمس سنوات لإعادة إعمارها.
الخسائر الإيرانية
ـ مقتل أكثر من 20 قائداً عسكرياً من الحرس الثوري الإيراني.
ـ اغتيال 14 عالماً نووياً في منشآت أبحاث وتطوير.
ـ مقتل رئيس الاستخبارات الإيرانية في ضربة مركزة استهدفت مركز قيادة رئيسي.
ـ 639 قتيلاً مدنياً على الأقل، وأكثر من 1000 مصاب حتى لحظة إعداد التقرير.
أبرز المنشآت المتضررة في إيران:
نطنز النووية:
تعرضت لضربة مباشرة عطّلت شبكة الطاقة وأدت إلى تدمير جزئي لأجهزة الطرد المركزي المتقدمة.
فوردو:
تفجيرات داخلية سُجّلت عبر أجهزة الرصد الزلزالي، وأكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن الأضرار طالت المحيط فقط دون المساس بالمفاعلات الأساسية.
بارشين العسكرية
استهدفت معامل الأبحاث العسكرية التابعة لوزارة الدفاع، ما أدى إلى دمار جزئي بسبب احتراق مواد شديدة الحساسية.
أصفهان:
تعرّضت منشآت تصنيع الطائرات المسيّرة ومخازن الذخيرة لدمار واسع النطاق، وفق ما ذكرته صحيفة وول ستريت جورنال.
مقارنة بين الأسلحة الإسرائيلية والإيرانية
إسرائيل تتمتع بتفوّق جوي وتقني واضح بفضل طائرات F-35 والقنابل الذكية الدقيقة، بينما تعتمد إيران على الصواريخ والمسيّرات لإرباك الدفاعات الإسرائيلية.
إسرائيل تملك 4 منظومات دفاعية فعّالة ”القبة الحديدية، مقلاع داوود، أرو-2، أرو-3”، بينما تفتقر إيران لأنظمة فعالة للتصدي للطائرات الشبحية أو للهجمات الجوية المعقدة.
في الاستهداف، ركزت إسرائيل على القيادات ومراكز البحوث والعقول العلمية، بينما ركزت إيران على إحداث خسائر نفسية وتدمير منشآت مدنية وعسكرية حساسة.
ورغم التفوق الإسرائيلي، فإن الرد الإيراني كشف هشاشة بعض الدفاعات، بعد اختراق مسيّرات وصواريخ أهدافاً استراتيجية في العمق الإسرائيلي.
ختاماً..
تكشف جولة التصعيد الأخيرة أن المنطقة باتت على حافة تحول استراتيجي، حيث لم تعد المواجهة حرباً بالوكالة أو رسائل ردع، بل صارت اختبارًا مباشرًا للقوة والجاهزية.
وفي ظل النجاح الجزئي لإيران في اختراق المنظومات الإسرائيلية، والضربات الإسرائيلية للمراكز الحيوية الإيرانية، يرى محللون أن استمرار هذا المسار قد يؤدي إلى حرب شاملة، خاصة في حال تدخل الولايات المتحدة عسكرياً دعماً لإسرائيل، وسط التوترات الإقليمية المتصاعدة وانتشار القوات الأمريكية في الخليج والعراق وسوريا.
المصادر:
- وكالة أسوشيتد برس
- صحيفة الجارديان البريطانية
- صحيفة واشنطن بوست الأمريكية
- صحيفة وول ستريت جورنال
- تصريحات رسمية من الجيش الإسرائيلي
- وكالة تسنيم الإيرانية