إسرائيل تعلن مقتل محمد إيزادي القائد الأعلى بالحرس الثوري والمنسق الرئيسي بين إيران وحركة حماس

أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي ووزير الدفاع الإسرائيلي، يوفال كاتس، اليوم السبت، مقتل محمد سعيد إيزادي، القائد البارز في “فيلق فلسطين” التابع لوحدة “فيلق القدس” في الحرس الثوري الإيراني، والذي وُصف بأنه المنسق الرئيسي بين إيران وحركة حماس.
ووفقًا لتقارير إسرائيلية، كان إيزادي مسؤولًا عن تمويل وتسليح حركة حماس في الفترة التي سبقت 7 أكتوبر 2023. كما اتهمته إسرائيل بأنه أحد مهندسي “خطة تدمير إسرائيل” عبر تنسيق هجمات متزامنة من عدة جبهات.
وأكد الجيش الإسرائيلي أن إيزادي قُتل في غارة جوية استهدفت شقة في مدينة قم الإيرانية، جنوب العاصمة طهران، وذلك بعد عملية استخباراتية مطولة. وزعمت إسرائيل أن إيزادي كان يخطط لهجوم كبير متعدد المحاور يشمل صواريخ من إيران ووكلائها، يليه اجتياح بري من قبل آلاف المقاتلين من لبنان وغزة وسوريا والضفة الغربية.
وصرّح وزير الدفاع الإسرائيلي يوفال كاتس: “لقد موّل وسلّح حماس قبل مجزرة السابع من أكتوبر. هذا إنجاز استخباراتي وعسكري كبير، وهو عدالة لضحايا الهجمات والرهائن. يد إسرائيل الطويلة ستصل إلى كل أعدائها”.
بحسب المصادر الإسرائيلية، تمحور دور إيزادي حول التنسيق بين الحرس الثوري الإيراني والفصائل الفلسطينية، وخاصة حركتي حماس والجهاد الإسلامي، لتنفيذ عمليات ضد إسرائيل. وأشار “مركز مائير أميت للاستخبارات ومكافحة الإرهاب” إلى أن إيزادي أشرف على تهريب الأسلحة وتمويل العمليات وتدريب العناصر في غزة والضفة الغربية.
كما اتهمته إسرائيل بدور رئيسي في تعزيز التعاون بين الفصائل الفلسطينية وحزب الله اللبناني، بالإضافة إلى دعمه لنظام بشار الأسد في سوريا.
وبعيداً عن التصريحات الإسرائيلية حول الاغتيال، فإن محمد سعيد أيزدي المعروف بلقب “الحاج رمضان”، هو من أبرز قادة حرس الثورة الإسلامية الذين تولوا ملف فلسطين والعلاقات مع حركات وفصائل المقاومة الفلسطينية، طوال عقود من زمن الصراع مع إسرائيل. وبحسب مذكرات بعض قادة المقاومة الفلسطينية، كان الحاج رمضان على تواصل مع المقاومة منذ قضية المبعدين الى مرج الزهور في ديسمبر من العام 1992، ومن ذلك الوقت بنيت علاقة وثيقة، هدفها الأول والوحيد “المقاومة حتى إزالة إسرائيل من الوجود”.
لم يصدر حتى الآن تعليق رسمي من إيران أو حركة حماس على مزاعم الاغتيال، ووفقاً لصحيفة جورالزم بوست العبرية، فإن العملية قد تؤجّل التوتر بين إسرائيل وإيران، خاصة في ظل التصعيد الأخير بين الطرفين، بما في ذلك الهجمات المتبادلة في سوريا ولبنان.
يُذكر أن إسرائيل نفذت عمليات مماثلة في السنوات الأخيرة ضد قادة في الحرس الثوري وحزب الله، بينما تتهم طهران تل أبيب باستهداف برنامجها النووي وعناصرها العسكرية عبر عمليات اغتيال وتخريب.
هذا التطور يأتي في سياق الحرب المستمرة بين إسرائيل وحماس في غزة، والتي تشهد تصعيدًا إقليميًا مع تورط متزايد لإيران ووكلائها في المنطقة.